Quantcast
Channel: منتدى التاريخ
Viewing all 2178 articles
Browse latest View live

ليلة القبض على مصر .. قراءة في مشهد رابعة الدامي ومقدماته

$
0
0
ليلة القبض على مصر .. قراءة في مشهد رابعة الدامي ومقدماته











الاربعاء 24 محرم 1435الموافق 27 نوفمبر 2013

ط§ط¶ط؛ط· ط¹ظ„ظ‰ ط§ظ„طµظˆط±ط© ظ„ط±ط¤ظٹطھظ‡ط§ ط¨ط§ظ„ط­ط¬ظ… ط§ظ„ط·ط¨ظٹط¹ظٹ





الإسلام اليوم/ الرياض
دُشن في معرض الكويت للكتاب عن دار العامرية الكويتية الإصدار الجديد للمحلل السياسي والباحث الاستراتيجي الخليجي مهنا الحبيل كتاب :ليلة القبض على مصر قراءة في مشهد رابعة الدامي ومقدماته وهو يتناول أحداث 30 يونيو والانقلاب العسكري في مصر والصراع السياسي الذي سبقه بن الفرقاء وارتداداتها الفكرية والسياسية على المشهد المصري والقطر العربي .وجاء في المقدمة وخلاصة الناشر :لا يوجد إجماع في الوطن العربي على محورية قُطر كما هو الإجماع على مصر ودورها الريادي وانعكاسات الأحداث فيها على الثقافة السياسية والبناء الفكري لبقية الأقطار العربية , كم هو تأثر ذلك في دورها المحوري الحسّاس في مجمل مسار الشرق الاوسط والمشرق الإسلامي ومفاصل الصعود والتوتر للأوضاع الإقليمية في المنطقة . ولذلك فإنّ مؤشر التوتر ورصد حركة التحوّل الدستوري في ثورة يناير محل اهتمام ومراقبة وتدخل مشهود من كيانات عربية واقليمية فضلاً عن الترقب الدولي المتحفز الذي كان ولا يزال يعتقد أن استقلال القرار الوطني المصري وتحويل الإرادة الشعبية الى حراك بناء شامل وهيكلة الجمهورية الثالثة في مصر سوف يؤثر قطعاً على مصالحه الاستراتيجية , كما أن القوة الإقليمية في اسرائيل وايران وخاصة الأولى كانت تنظر بتوتر شديد لهذا الاستقلال الذي يدفع ذاتيا ضدها لقرب مصر من القضية الفلسطينية وبروزها كراعي داعم للوطن العربي وتوازنه الاستراتيجي بيدٍ مصرية تواجه ايران كذلك ليس للدخول معها في حرب ولكن كمحور معادل يردع تدخلها أو تغولها في المنطقة . ومهمة هذا الكتاب أنه يعرض لهذه الأحداث والتفاعلات الميدانية والسياسية ليعيد للقارئ الكريم الاطلاع عليها ويفهم كيف جرت تطوراتها على الأرض وبالتالي محاولة فهم ما هو مستقبل الثورة المصرية بعد مواجهة صعودها ودلائل عودة الحكم الاستبدادي لمصر عسكرياً مطلقاً او عسكريا بثياب مدنية مستعارة , في كل الأحوال آمل أن يجد القارئ عرضاً مهماً , لأحداث رابعة ومقدماتها وبعض الرؤى النقدية لمواقف المعارضة ومسيرة الحركة الاسلامية , التي كانت مظلومة بلا شك في تقدير الكاتب , لكن قلة رصيد الوعي السياسي كان أحد المداخل الذي استغله خصومها ليس للإطاحة بالإسلاميين فحسب ولكن للإطاحة بالربيع المصري الذي لا يزال يخوض حرب كفاح سلمية مدنية لاسترداد مكتسبات ثورة يناير , وعرضُنا لمواقف التيارات هو ضمن شرح المشهد واسقاطاته الفكرية الذي سيظل مؤثراً على ثقافة الوطن العربي الذي روّع من بعد ما رأى وحدة الصف المصري في يناير 2011 كيف تحوّل الى شراكة تيار مثقف واسع في دعم قمع الانقلاب , وتبقى لنا رؤيتنا وللقارئ حكمه الذي نحترمه .والكتاب في 105 صفحات من القطع المتوسط ويتضمن فصول نقدية في موقف التيارات العلمانية من حيث الميزان الديمقراطي وتحليل لدوافع الموقف الخليجي المساند للانقلاب وكذلك رؤية نقدية لطريقة الإخوان قبل الأحداث في التعاطي مع المنهجية السياسية الوطنية في عهد الثورة الهش وتربص خصومها.

دول الخليج بين مطرقة إيران وسندان أمريكا

$
0
0

عقود عدة مضت على محاولة سعي دول الخليج إلى التقرب من أمريكا وإن صح التعبير قل : التقوي بها ، أنفقت فيها تلك الدول آلاف المليارات في اشتراء الأسلحة التي لا فائدة من وراء تخزينها حتى تتحول لخردة فضلا عن ربط عملاتها بالدولار الأمريكي فتنزف بنزيفه وجعل التبادل التجاري والمناقصات حكرا على الشركات الأمريكية دون غيرها من الشركات العالمية وبيع النفط بأسعار بخس إرضاء لإدارة أمريكا .
والأدهى والأمر من ذلك هو محاربة الإسلاميين والتضيق عليهم تحت ذريعة محاربة الإرهاب التي ابتدعتها إسرائيل وأمريكا والغرب حتى ضعف الوازع الديني في تلك البلاد بجوار التيار اللاديني .
فعل حكام الخليج كل ذلك إرضاء لأمريكا لتكون معهم ضد إيران المتشيعة ، وكان هؤلاء الحاكم يحسبون بفعل هذا الصنيع أنهم صاروا حليفا استراتيجيا لأمريكا ضد إيران .
وكانت اللعبة في السابق تقوم على تخويف الخليجيين من إيران ليتسابقوا في التعاون مع أمريكا والسعي لإرضائها فتبتزهم وتحضهم على التضييق على الإسلام ودعاته .
كانت أمريكا ومعها إسرائيل يتظاهران بعداوتهما لإيران ، ويخرج المسئولون الإيرانيون يهتفون الموت لأمريكا الموت لإسرائيل ، والحقيقة أن أمريكا وإسرائيل لم يكونا يوما عدوا لإيران وإيران لم تفكر لحظة في إغضاب أمريكا أو اليهود وإنما هي لعبة يعلبون بها على السذج من أهل الخليج عامة وأهل السنة خاصة .
كانت إيران تقوم بدور التهديد وتحريك عملائها وإرعاب حكام الخليج فيسارعون بضخ آلاف المليارات لخزانة أمريكا في صورة صفقات للإسلحة .
وقد قامت أمريكا برد الجميل لإيران بإعطائها العراق على طبق من ذهب لعملائها المتشيعة وأعطت الضوء الأخضر لقتل وتشريد مئات الآلاف من أهل السنة العراقيين وسرقة أموالهم واغتصاب نسائهم وسجن قادتهم وعلمائهم .
ولم تكتف أمريكا بذلك بل إنها لما يئست من محاربة الإسلام ومنيت بخسائر جبارة أمام حركة طالبان في أفغانستان وصارت تعد عدتها لتسحب جيوشها وترسانتها من أفغانستان سعت لإظهار علاقتها الطيبة مع إيران التي أخفتها طوال عشرات السنين لتكون على الملأ ، ويبدو أنها تريد أن توكل أمر محاربة الإسلام لإيران وعملائها في المنطقة على أساس أن هؤلاء منتسبون للإسلام ، وفي قواعدهم أنه لا يقطع الشجرة إلا فرع منها ، وهم قد تعلموا من التاريخ أن دولة العثمانيين في أوربا لم يوقف زحفها داخل أوربا غير الصفويين أجداد المسئولين الإيرنيين حاليا ، هم يريدون الآن أن يقدموا دول الخليج على طبق من فضة لإيران كما فعلوا من قبل مع العراق وبعدها يتولى الإيرانيون وعملاؤهم تصفية الإسلام ( المتمثل في أهل السنة ) في بلاد الخليج ليتحقق لأمريكا والغرب الحلم الذي عجزوا عن تحقيقه بأنفسهم .
ومن العجب أن الخليجيين لم ينتبهوا لهذا الخطر إلى الآن ، بل والطامة الكبرى أن هوسهم من الإسلاميين قد دفع بعضهم لأن يشجعوا في التسريع بنجاح هذا المشروع ، فقد تناثرت بعض الأخبار عن قيام بعضهم بمساعدة الحوثيين في اليمن للقضاء على حركة الإصلاح هناك ، وقيام بعضهم باستضافة اجتماع تم بين مسئولين أمريكيين وإيرانيين في قصره ، والأدهى والأمر أنهم يبذولون كل ما يستطيعون من جهد ومال في القضاء على الإسلاميين في مصر .
ولست أدري علام يعول حكام الخليج بعد ذلك ؟ إن القوة الوحيدة التي كان يمكن أن تحصنهم هي قوة الإسلاميين عندهم التي يشاركون في القضاء عليها .
أما العلمانيون حولهم الذين علو الساحة كما يعلو الزبد الماء فسرعان ما يذوبون إذا جد الجد .
فهل من منتبه لما يحدث ؟!!

فيديو للترحيب وبه الكثير من الكلمات الرائعه - حمله الان

$
0
0
فيديو للترحيب وبه الكثير من الكلمات الرائعه - حمله الان





بسم الله الرحمن الرحيم
إذا هل بك ضيف تحبة اليك فيديو رائع جدا للترحيب به
اسمعه اياه وبالتأكيد سوف يعجبه

اضغط لتحميل افضل فيديو للترحيب بالضيوف
download video for welcoming words with guests


ط§ط¶ط؛ط· ط¹ظ„ظ‰ ط§ظ„طµظˆط±ط© ظ„ط±ط¤ظٹطھظ‡ط§ ط¨ط§ظ„ط­ط¬ظ… ط§ظ„ط·ط¨ظٹط¹ظٹ

اَنستي هل فكرت بالمسؤوليات الجديدة التي ستناط بك عند إعلان الزواج؟ نعم ستكون كبيرةٌ ولكنها ستزيد من ثقتك بقوة شخصيتك وإحترامك لنفسك لأنك الاَن ملكة المنزل ومدبرته، ومن ضمن أهم تلك المسؤوليات تقوية العلاقات مع الأهل والأصدقاء من خلال الزيارات المتبادلة وأداء الواجبات الإجتماعية المختلفة، فلتتعلمي إتيكيت إستقبال الضيوف والترحيب بهم.

إتيكيت إستقبال الضيوف، سيعزز من كونك ناجحةً في إدارة منزلك لتكوني سيدة منزل ومجتمع في ذات الوقت... إليك إتيكيت إستقبال الضيوف بخطواتٍ بسيطةٍ:

- قومي بفتح باب الشقة بنفسك بمرافقة زوجك، لأن هذا يعطي إنطباعاً بمدى أهميتهم عندك ويسعدهم

- لا تستقبلي ضيوفك بثياب المنزل سواءً أنت أو زوجك

- إستقبلي الضيوف بإبتسامةٍ ووجهٍ بشوشٍ، لأن الإنطباع الأول سينعكس على أجواء الجلسة

- أرشدي ضيوفك لمكان جلوسهم

- إحرصي أن يكون منزلك نظيفاً ومرتباً، مهما كانوا ضيوفك مقربين إليك

- إذا دعوت عدداً كبيراً من الأشخاص، حاولي أن يكونوا منسجمين ولا خلاف بينهم

- إهتمي بالإصغاء للاَخرين ولا تحاولي فرض رأيك عليهم

- لا داعى للمزاح الثقيل، والذي يسبب إحراج للطرف الاخر

- لا تتركي أطفالك يلعبون في غرفة الجلوس أمام الضيوف

- إن كنت تملكين حيواناً أليفاً في المنزل كالقطة، حاولي أن تخرجيه من المنزل منعاً لإحراج الأشخاص الذي يخافون أو يتحسسون منها

- كرري الدعوة على الطعام أو المشروبات، لكي لا تحرجي الأشخاص الذين يرغبون بالمزيد

- ودعي ضيوفك بالإبتسامة أيضاً، ولا تغلقي الباب حتى يبتعدوا عن ناظريك

قبل أن تتعلمي أي نوعٍ من أنواع الضيافة، تذكري وتأكدي أن إحترام الاَخرين وتقديرهم، يعني أنك تحترمين نفسك قبل أي شيءٍ اَخر، فليكن الإحترام للجميع ولا تخصي به أناساً دون غيرهم.
ط§ط¶ط؛ط· ط¹ظ„ظ‰ ط§ظ„طµظˆط±ط© ظ„ط±ط¤ظٹطھظ‡ط§ ط¨ط§ظ„ط­ط¬ظ… ط§ظ„ط·ط¨ظٹط¹ظٹ
ط§ط¶ط؛ط· ط¹ظ„ظ‰ ط§ظ„طµظˆط±ط© ظ„ط±ط¤ظٹطھظ‡ط§ ط¨ط§ظ„ط­ط¬ظ… ط§ظ„ط·ط¨ظٹط¹ظٹ

اداب الضيافه

$
0
0
بسم الله الرحمن الرحيم

ينبغي على المدعو آدابا جمة نشير إلى بعضها :

ألا يتأخر كثيرا عن الميعاد المحدد فيطول انتظارهم ويصيبهم القلق وكذلك لا يتعجّل الحضور فيفاجئهم قبل الاستعداد وأن ينصرف عقب الطعام لقول الله {فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ** الأحزاب53
ولأن أهل الدعوة يكونوا متعبين فيحتاجون للراحة

أن لا يصحب معه أحداً إلا إذا كان مدعواً أو علم فرح صاحب الدعوة بحضوره معه

أن لا يبتدئ بالطعام ومعه من يستحق التقديم بكبر سنّ أو زيادة فضل إلا أن يكون هو المتبوع والمقتدى به فحينئذ ينبغي أن لا يطول عليهم الانتظار إذا اشرأبوا للأكل واجتمعوا له

إذا دخل فلا يتصدر المجلس بل يتواضع في المجلس إذا أشار إليه صاحب المكان بالجلوس في مكان جلس فيه ولا يفارقه قال صلى الله عليه وسلم
{إِنَّ مِنَ التَّوَاضُعِ لِلَّهِ تَعَالَى الرضَا بِالدُّونِ مِنْ شَرَفِ الْمَجَالِسِ**[1]

لا ينبغي أن يجلس في مقابلة باب الحجرة الذي للنساء وسترهم ولا يكثر النظر إلى الموضع الذي يخرج منه الطعام فإنه دليل على الشره

أن لا يحوج صاحب الطعام إلى أن يقول له كل فقد قال جعفر بن محمد رضي الله عنهما {أحب إخواني أكثرهم أكلا وأعظمهم لقمة أثقلهم علىّ من يحوجني إلى تعهده في الأكل**

أن لا يبادر إلى رفع يده من الطعام قبل أن يرفع الآخرين حتى لا يخجلهم

أن لا ينظر إلى أصحابه ولا يراقب أكلهم فيستحيون بل يغض بصره عنهم ويشتغل بنفسه

ألاّ يفعل ما يستقذره غيره كنفض يده في الإناء أو يقدّم إليه رأسه عند وضع اللقمة في فيه إذا أخرج شيئا من فيه صرف وجهه عن الطعام ولا يتكلم بما تتقزّز منه النفوس أو تستقذره

إذا دخل فرأى منكراً غيّره إن قدر وإلا أنكر بلسانه وانصرف

أن ينصرف الضيف طيّب النفس وإن جرى في حقه تقصير فذلك من حسن الخلق والتواضع قال صلى الله عليه وسلم {إنَّ المؤْمِنَ لَيُدْرِكُ بِحُسْنِ خُلُقِهِ دَرَجَةَ قَائِمِ اللَّيْلِ صَائِمِ النَّهَارِ**[2]

إذا نزل ضيفا على أحد فلا يزيدنّ على ثلاثة أيام إلا أن يلحّ عليه مضيفه في الإقامة أكثر لقوله صلى الله عليه وسلم {الضِّيَافَةُ ثَلاثَةُ أَيَّامٍ فَمَا زَادَ فَصَدَقَةٌ**[3] ولا ينصرف إلا بعد استئذان صاحب المنزل

أن لا يعيب المسلم الطعام الذي قدّم إليه فإذا اشتهاه أكله وإن لم تقبله نفسه تركه لغيره وإن رأى فيه عيبا لم يتكلم به ولو بعد ذلك فقد روى البخاري ومسلم عن أبى هريرة قال {مَا عَابَ رَسُولُ اللّهِ طَعَاماً قَطُّ كَانَ إِذَا اشْتَهَى شَيْئاً أَكَلَهُ وَإِنْ كَرِهَهُ تَرَكَهُ**[4]

ولا بأس أن يقول المسلم لأخيه هذا الطعام لا أشتهيه ولا أرغب فيه أو لا يريحني ونحو ذلك من الكلام الذي لا يحمل محمل الذّم له وذلك لما رواه البخاري ومسلم في صحيحهما {عَنْ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ قَالَ أُتِىَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم بِضَبٍّ مَشْوِىٍّ فَأَهْوَى إِلَيْهِ لِيَأْكُلَ فَقِيلَ لَهُ إِنَّهُ ضَبٌّ فَأَمْسَكَ يَدَهُ فَقَالَ خَالِدٌ أَحَرَامٌ هُوَ قَالَ «لاَ، وَلَكِنَّهُ لاَ يَكُونُ بِأَرْضِ قومي فَأَجِدُنِى أَعَافُهُ**

يستحب أن يدعو الضيف لأهل البيت بالخير والبركة فقد روى أبو داود عن جابر قال {صَنَعَ أبُو الْهَيْثَمِ بنُ التَّيِّهَانِ لِلنبيِّ صلى الله عليه وسلم طَعَاماً فَدَعَا النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم وَأصْحَابَهُ فَلمَّا فَرَغُوا قال: أثِيبُوا أخَاكُمُ قالُوا: يَا رَسُولَ الله وَمَا إثابَتُهُ؟ قال: إنّ الرَّجُلَ إذَا دُخِلَ بَيْتُهُ فأَكِلَ طَعَامُهُ وَشُرِبَ شَرَابُهُ فَدَعَوْا لَهُ فَذَلِكَ إثَابَتُهُ**

[1] رواه الخرائطى في مكارم الأخلاق، وأبو نعيم في رياضة المتعلمين من حديث طلحة ابن عبيد
[2] سنن الترمذي عن عائشة رضي الله عنها
[3] متفق عليه من حديث أبى شريح الخزاعي رضي الله عنه
[4] صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه


مائدة المسلم بين الدين والعلم ط2

منقول من كتاب [مائدة المسلم بين الدين والعلم]
اضغط هنا لتحميل الكتاب مجاناً


ط§ط¶ط؛ط· ط¹ظ„ظ‰ ط§ظ„طµظˆط±ط© ظ„ط±ط¤ظٹطھظ‡ط§ ط¨ط§ظ„ط­ط¬ظ… ط§ظ„ط·ط¨ظٹط¹ظٹ
[/QUOTE]

اليساري المتمرّد على الآباء.. الممزّق بين الحب والثورة

$
0
0
اليساري المتمرّد على الآباء.. الممزّق بين الحب والثورة

الكاتب الألماني بيتر شنايدر من زعيم طلابي إلى مؤلف مرموق، اشتهر بقصة 'لنز' التي تعدّ من كلاسيكيات الأدب الألماني الحديث.
اقتباس:

العرب ط§ط¶ط؛ط· ط¹ظ„ظ‰ ط§ظ„طµظˆط±ط© ظ„ط±ط¤ظٹطھظ‡ط§ ط¨ط§ظ„ط­ط¬ظ… ط§ظ„ط·ط¨ظٹط¹ظٹزهير الهيتي [نُشر في 28/11/2013، العدد: 9393، ص(14)]
ط§ط¶ط؛ط· ط¹ظ„ظ‰ ط§ظ„طµظˆط±ط© ظ„ط±ط¤ظٹطھظ‡ط§ ط¨ط§ظ„ط­ط¬ظ… ط§ظ„ط·ط¨ظٹط¹ظٹشنايدر يؤرّخ لمرحلة مهمة من الطريق الذي سارت عليه ألمانيا نحو الديمقراطية
يعتبر الكاتب الألماني بيتر شنايدر رمزا مهما جدا من رموز ما أطلق عليهم جيل ثورة الطلاب خلال ستينيات القرن الماضي.. وهو أيضا ضمن قائمة محدودة من الكتاب الذين تعرضوا إلى اضطهاد حقيقي جراء مواقفهم السياسية، ودفعوا ثمنا باهظا لعدم تنازلهم عما آمنوا به وثاروا من أجله حتى النهاية، كما رودي دوتشكا، قائد الثورة الطلابية، وخطيبها وملهمها، الذي تعرض إلى محاولة اغتيال من قبل القوى اليمينية ونجا منها بأعجوبة، إلا أنه وجد فيما بعد غارقا في حمام بيته في الدنمارك.
اشتهر شنايدر بقصة "لنز" التي نشرها عام 1969 ضمن مجموعة قصصية وأحدثت يومها دويا أدبيا جعلها تدخل بيسر في عداد كلاسيكيات الأدب الألماني الحديث، وبات صاحبها نجما ثقافيا يحسب له حساب ويترقب جمهوره إصداراته بلهفة على الرغم من أنه مقل عموما.


كاتب ممنوع

شنايدر تعرض بسبب عدم القبول بالتنازل عن مواقفه اليسارية ضد جيل الآباء الذين قادوا البلاد والعباد إلى الهزيمة النكراء في الحرب العالمية الثانية، ليس على المستوى العسكري فقط، بل على المستوى الأخلاقي وهو الأهم، حيث تكشف لجيله فضائع النظام النازي، الذي انحدر بالبلد الذي كان يطلق عليها "بلد الفلاسفة والأدباء" إلى مستوى بربري حيث مورست الجرائم الجماعية بسبب الدين أو العرق أو الاختلاف العقائدي بما لم تشهده الإنسانية من قبل.. منع شنايدر من ممارسة أي عمل وهو المدرس في كل أنحاء ألمانيا، حيث كان هناك قانون يمنع ذوي "الأفكار" الخطرة على أمن البلاد من ممارسة العمل العام، حتى ولو كان سائق باص عمومي.. خصوصا إذا عرفنا أن ألمانيا لم تتغير بصورة كاملة بعد الحرب لأن القوانين التي كانت تحكم البلاد هي نفسها التي حُكم بها خلال فترة النازيين بل استغرقوا في ذلك زمنا طويلا حتى وصلوا الى ما وصلوا إليه الآن وذلك خوفا من الهزات الاجتماعية التي كان يمكن لها أن تؤدي بالبقية الباقية من ألمانيا إلى الهلاك الأبدي، وليس كما حدث في العراق مثلا.. وهكذا حكم على شنايدر ورفاقة الحمر عدم ممارسة العمل حتى يثبت للجهات الأمنية "تطهر" هؤلاء من الأفكار الضارة بالمجتمع!
يقدم أوراق عمله إلى أحد المعامل ويقرر أن يبدأ بتثوير العمال من داخل مواقعهم الطبيعية، فهذه الشريحة بالإضافة إلى الطلاب هم من تخشاهم أي سلطة في العالم
ردّ بيتر شنايدر وهو الذي لم يكن معروفا عنه كونه مؤلفا بل أحد وجوه الثورة المعروفين على هذا المنع بنشر مجموعته القصصية الأولى التي نأخذ منها اليوم قصة "لنز" التي صدرت فيما بعد بكتاب لوحدها نظرا لأهميتها الأدبية وكونها تؤرخ لمرحلة مهمة جدا من الطريق الطويل الذي سارت عليه ألمانيا نحو الديمقراطية.. عدد صفحات القصة 120 صفحة من القطع المتوسط ونشرت عن دار نشر (KiWi) التي تميل إلى اليسار الديمقراطي وليست من دور نشر الحزب الشيوعي.


الذاتي والمتخيل


لنز.. وحسب إجماع النقاد تعتبر سيرة ذاتية للمؤلف بيتر شنايدر نفسه وهو لا ينكر ذلك في لقاءاته أو أحاديثه إلى الصحافة.. لنز هو جامعي مثقف ويساري ينتمي طبقيا إلى البرجوازية التي سرعان ما يغادرها بل ويناصبها العداء، يؤمن بأن ألمانيا ولكي تخرج نهائيا من الدائرة النازية الجهنمية عليها أن تتبنى العقيدة المناقضة تماما وتبدأ بطرح الأسئلة المقلقة وجوديا وعدم التستر على أي شيء من أسرار الماضي، لم يعد يؤمن بجدوى التظاهر بشكل يومي تقريبا أو الاجتماع في الحانات وشرب الكحول وتناول المخدرات والدخول في مناقشات لا تنتهي مع رفاقه، لهذا وإيمانا منه بالعمل الحقيقي، يقدم أوراق عمله إلى أحد المعامل ويقرر أن يبدأ بتثوير العمال من داخل مواقعهم الطبيعية، فهذه الشريحة بالإضافة إلى الطلاب هم من تخشاهم أي سلطة في العالم.. يندس بينهم ويبدأ ببث أفكاره الاشتراكية وحقوق العمال والحصول على امتيازاتهم ولو بالقوة.. وخلال هذه المرحلة يستعرض الكاتب نماذج من هؤلاء ويصفهم بدقة ساحرة ومختصرة ممهدا بأسلوبه لنهوض الأدب الجديد الذي استغنى عن الأساليب القديمة التي تسهب في الوصف لأدق التفاصيل حتى تلامس حدود الملل!.. وهذا ما قاله بيتر شنايدر نفسه في إحدى الندوات التي أقيمت على شرفه "الأدب البرجوازي مات".. هذه العبارة أصبحت أيضا من كلاسيكيات الحياة الثقافية في أوروبا ما بعد الحرب والتي ألهمت الكثير ممن جاؤوا بعده..
على صعيد حياة البطل لنز الشخصية يصف لنا الكتاب علاقة حبه الغريبة بحبيبته (L) وتعلقه بها بالرغم من هجرانها له وتركه لأنها لم تعد تطيق سماع حديث الثورة!.. إنها فتاة في بداية مشوار حياتها شاركته عدة مرات في المظاهرات لكنها ليست على استعداد لأن تقضي بقية حياتها مع إنسان مهوس بالثورة ومشغول بها، إنها تريد الاستمتاع بحياة ما بعد الحرب، خصوصا وأن اندفاع الاقتصاد الألماني السريع نحو المستقبل وانسيابه في شرايين الحياة وإعادة النبض إليها، هو ما كان يتوق إليه الألمان وحبيبته واحدة منهم، حيث بدا لها الحديث عن الإيديولوجيات سخيفا سواء كانت يسارية أو يمينية، لأنها هي التي أذاقتهم الهلاك، وكانت السبب في تقسيم ألمانيا بعد الحرب إلى بلدين، حيث أصبح جدار برلين الشاهق رمزا مخيفا للصراع بين العملاقين الأميركي والسوفيتي، كيف لا يرى ذلك؟ وهما يعيشان في برلين الغربية المحاطة من كل جهاتها بالـ"العدو الأحمر".. وهذا ما جعل الشيوعيين غير محبوبين في ألمانيا الغربية التي كانت تنظر إليهم وتصنفهم كطابور خامس للاتحاد السوفيتي وحلفائه.. تتهمه بالأنانية الثورية وتخبره بأنها لا تريد رؤيته بالمرة لأنها ببساطة لم تعد تفهمه.. هنا يبدأ مأزق لنز الحقيقي الذي يبدو موزعا ما بين حبه لها وبين عشقه للثورة، كلاهما لا يقبل شريكا، لهذا يقرر أن يغادر البلد إلى إيطاليا، التي كانت تعيش وضعا مماثلا لألمانيا من حيث عدم الاستقرار، فهناك كان الفاشيون حلفاء للنازيين، وجيل الطلاب قد أعلن الحرب عليهم أيضا، يرسله الحزب إلى هناك لإلقاء المحاضرات، حيث كان الحزب الشيوعي الإيطالي من أكبر الأحزاب الشيوعية في أوروبا الغربية هو الذي يسيطر على الجامعات، لكنه تبخر بعد ذلك كما تبخر الحزب الشيوعي العراقي الذي كان يعتبر ذات يوم أكبر الأحزاب الشيوعية في العالم العربي حيث لم يحصل بالرغم من اعتلائه ظهر دبابة المحتل أكثر من صوت أو صوتين في السيرك الأميركي.

التطهّر من الماضي

في إيطاليا يتجول لنز في العديد من المدن الإيطالية واصفا بأسلوب جميل جدا طريقة حياة الإيطاليين التي يصفها بـ"اللامبالاة" لكنه مع مرور الوقت يبدأ بفهمها واستيعاب أن إيطاليا غير ألمانيا، وما إن يكاد يصل إلى نقطة التصالح هذه حتى يلقي البوليس السري القبض عليه ويرحله إلى خارج الحدود نظرا إلى نشاطه المريب في أوساط الطلبة والعمال وباعتباره من الخطرين على "أمن" المجتمع.. عندما يعود إلى برلين الغربية يبدأ في التجوال وحيدا فيكتشف أن انشغاله المجنون بالثورة لا أثر له على الناس الذين يسيرون في الشوارع وهم يرتدون أحدث أزياء الموضة، وأن رفاقه القدماء قد بدؤوا يندمجون في الحالة الجديدة التي أحدثتها المعجزة الاقتصادية والتي أعلنت بوضوح أن الرفاهية ممكنة أيضا في ظل نظام رأسمالي غير متوحش.. يقف (لنز) أمام زجاج معرض سيارات BMW ينظر إلى آخر منجزات صناعة السيارات الفخمة ويستمع بالصدفة إلى حديث بين رجل وزوجته عن ثورة التكنولوجيا.. يشعر باليأس والتقزز، لأنهما يستعملان نفس الكلمة التي آمن بها ولكن في ناحية مختلفة تماما.. "الثورة".
عدد من أبناء جيل الستينات سار في طريق التطرف إلى نهايته وأسسوا المنظمة الإرهابية بادرـ ماينهوف التي أذاقت ألمانيا الأمرين
عدد من أبناء جيل الستينات سار في طريق التطرف إلى نهايته وأسسوا المنظمة الإرهابية بادرـ ماينهوف التي أذاقت ألمانيا الأمرين واستغرق القضاء عليها سنوات دموية طويلة، لكن بيتر شنايدر لم يبلغ الشوط إلى مداه، حيث اكتفى بالحزب الشيوعي الذي كان مكروها خلال تلك الفترة والذي تحول كما نعرف بمرور الوقت إلى مجرد أنتيك. لم يعرف شنايدر مكانه الحقيقي، بقي موزعا بين العديد من الأفكار والمنظمات والطبقات والبلدان.. هاجر إلى أماكن كثيرة وهو مستقر حاليا في إيطاليا ويعتبر خبيرا في أروقتها السياسية والاجتماعية، ويعتبر بحق "لا منتميا"، أصدر كتابا صادما عام 1913 بعنوان "حياة أمي" استعرض من خلاله حياة أمه الشخصية بكل التفاصيل التي عادة ما يكون مكانها خلف الأبواب المغلقة "ليس انتقاما" كما قال في إحدى لقاءاته لكن "تطهرا من ماض ظل يلازمني كظل ثقيل طوال حياتي".. لكن الأهم من أمه وعشاقها، أنه استعرض حال ألمانيا ما بعد الحرب بتفاصيل ساحرة كالعادة.

أبناء الرؤساء من القصور إلي السجون

$
0
0
أبناء الرؤساء من القصور إلي السجون











الاربعاء 24 محرم 1435الموافق 27 نوفمبر 2013

ط§ط¶ط؛ط· ط¹ظ„ظ‰ ط§ظ„طµظˆط±ط© ظ„ط±ط¤ظٹطھظ‡ط§ ط¨ط§ظ„ط­ط¬ظ… ط§ظ„ط·ط¨ظٹط¹ظٹ





عرض: محمد بركة
الكتاب : أبناء الرؤساء من القصور إلي السجون
المؤلف : حمادة إمام
الطبعة : الأولى-2013
عدد الصفحات :256 صفحة من القطع المتوسط
الناشر : دار كنوز للنشر والتوزيع - القاهرة- مصر
صدر حديثا في القاهرة كتاب تحت عنوان أبناء الرؤساء من القصور إلي السجون للكاتب الصحفي حمادة إمام .يتناول الكاتب سير كل من مبارك والقذافي وعلي عبد الله صالح وحافظ الأسد، التي قامت ثورات الربيع العربي بخلخلة عروشهم، ونزعهم عنها ويقدم سيرة مختصرة لمسيرة كل رئيس، والمرحلة التي قرر فيها أن يبدأ بتوريث الحكم لابنه.كما يقدم تسلسلا زمنياً للأحداث دون الدخول في تقديم تفسيرات إجتماعية وسياسية أو إقتصادية، لتلك الأحداث، ويفضل أن يبقي علي جهة السرد التاريخي العادي المتسلسل زمنياً، متيحاً بذلك للقارئ غير المتخصص، وجبة سريعة من المعلومات التي تتيح له رؤية لتطور الأحداث زمنياً.ويبدأ الكتاب بسرد تاريخي لأصول فكرة التوريث كما يراها عند معاوية ابن أبي سفيان، ويقول أن تلك الحادثة هي التي بدأت فيروس التوريث في العالم العربي، والذي ظل خامداً حتي مجئ حافظ الأسد، وتوريثه للحكم لإبنه بشار الأسد في عام 2000.يبين الكاتب في ايضاحاته حول سير وتاريخ أبناء الرؤساء، أن جمال مبارك، هو الابن الثاني لحسني مبارك. وولد في القاهرة عام 1963. ويفصل كافة مراحله الدراسية، وصولا الى تخرجه من الجامعة الأميركية في القاهرة بمجال الأعمال، ومن ثم حصوله على الماجستير في إدارة الأعمال. فشروعه في مزاولة العمل ضمن بنك" أوف أميركا - فرع القاهرة.كما يستعرض الكاتب عقب ذلك، كيفية انخراط جمال مبارك في الحياة السياسية، مبينا انه انضم الى الحزب الوطني عام 2000م، وبدأ صعوده السياسي يظهر بوضوح منذ المؤتمر العام الأول للحزب في سبتمبر 2002، ومنذ ولوجه إلى عالم السياسة، وانضمامه إلى عضوية الحزب، كان ذلك مقدمة لصعود نجمه سريعا، مخترقا عالم السياسة في طريقه للوصول الى قمة الهرم السياسي في مصر. وذلك خاصة، من باب رجال الأعمال الذين التفوا حوله لبناء ثروات سريعة، أمثال: احمد عز،هشام طلعت مصطفى. ويضاف الى ذلك، حسب المؤلف، ظاهرة وجود علاء وجمال مبارك بين الجماهير، في مباريات المنتخب المصري في ملاعب كرة القدم، غاية كسب شعبية كبيرة. ولكن ثورة 25 يناير، كما يؤكد إمام، حرمته من منصب الرئاسة، وحولته إلى مسجون في سجن طره، على ذمة التحقيق حول اتهامه بالاستيلاء على المال العام، والتحريض على قتل المتظاهرين أثناء ثورة 25 يناير 2011.كما يتناول قصة صعود حزب البعث بسوريا وكيفية استيلاء حافظ الأسد علي السلطة ، ونظريته الأمنية التي بني عليها نظامه بأكمله، وسعيه لتوريث الحكم لبشار بعد وقاة أخيه باسل الأسد، ثم يعرج علي اليمن، بادءاً من فشل انقلاب الناصريين في اليمن عام 1979 والاتفاق الذي وقعه صالح مع قادة الجيش لتقاسم السلطة، بين قائد الجيش علي محسن الأحمر الذي ظل يمارس صلاحيات وساعة حتي عام 2009 بصفته شريكاً في الحكم.إلا أن صالح خلال تلك السنوات الثلاثين قام بتنحية شركاء الحكم لصالح أبنائه وأصهاره وهو ما دعا الأحمر لعقد اجتماع معه في 2009 لمعاتبته علي إخلاله بالإتفاقية وحاولوا الحصول علي امتيازات لأبنائهم إلا أن صالح الذي كان قد قرر في 2006 نقل السلطة لنجله الأكبر رفض.ويكشف الكاتب في سرده لحياة القذافي عن أنه سلم للولايات المتحدة قائمة بأسماء علماء ومسلمين ذرة عرب في مقابل رفع الحصار عنه، إضافة إلي تفكيكه لبرنامجه النووي وتسليمة لمعلومات وخرائط تفصيلية حول برامج نووية لعدد من البلدان الإسلامية. وهو ما أدي لرفع العقوبات المفروضة عليه.ويروي الكتاب تفاصيل إعداد سيف الإسلام القذافي لرئاسة ليبيا، وتصديره كشخص معتدل يأتي من خلفية المجتمع المدني يسعي لإصلاحات في النظام الليبي، عبر توليته مؤسسة القذافي للتنمية، كما تم تصديره كمعارض أيضاً للنظام الليبي في بعض الأحيان.كما يتتبع الكتاب مسار الثورات العربية في تونس ومصر وليبيا واليمن، مستخدماً لغة بسيطة في الحكي، ومستعيراً عناوين رمزية لفصول الكتاب.ومما يذكر أن حمادة إمام كاتب وصحفي مصري مهتم في الشأن السياسي. لديه مقالات ودراسات متنوعة، من مؤلفاته : مخابرات الجماعة ، 84 عاماً من العمل السري للإخوان ، سقوط رجال الرئيس ، الموساد.. اغتيال زعماء وعلماء، و...


برنامج الأذان

$
0
0

{ من معالم عصر ولاية اليمن الايوبيه ( 569 – 626هـ / 1173 – 1229م ) } بقلم :- زيد محمد

$
0
0
اقتباس:

{ من معالم عصر ولاية اليمن الايوبيه ( 569 – 626هـ / 1173 – 1229م ) } بقلم :- زيد محمد حسين الفرح *
كان قيام الدوله الايوبيه بزعامة صلاح الدين يوسف بن نجم الدين ايوب شادي الايوبي الكردي في الشام ومصر عام 567هـ ( 1171م ) عملاً وحدوياً في مواجهة التفكك الذي ساد اواخر الدوله الفاطميه والتحديات الصليبيه التى تمثلت في احتلال القدس وغيرها والعمل على توحيد الصفوف لتحرير القدس ، وقد تطلع اليمنيون الى الانضواء في الدوله الايوبيه – كمشروع وحدوي اسلامي – وللخروج باليمن من فترة التفكك والحروب التى سادت بعد نهاية العصر الصليحي الوحدوي وبلغت ذروتها في حروب دولة بني مهدي التى اتسمت بالعنف والقسوة والطغيان ، فكان المؤرخ الشاعر عماره اليمني يمثل لسان الغالبيه في اليمن ويتابع احوال اليمن بعد مسيره واستقراره في مصر باواخر العصر الفاطمى وبداية العصر الايوبي ، قال المؤرخ ابن كثير {{ وكان شمس الدوله تورانشاه اخو صلاح الدين شجاعاً مهيباً بطلاً ، وكان ممن يجالس عماره اليمني الشاعر المشهور [ هو المؤرخ الشاعر عماره بن ابى الحسن على بن زيدان الحكمي ، من بني حكم بن سعد العشيره من مذحج ، باعالى تهامة اليمن ومات بالقاهره فى رمضان 569 هجريه ] وكان عماره ينعت له بلاد اليمن وحسنها وكثرة خيرها ، فحداه ذلك على ان سار الى اليمن على راس سرية عزم صلاح الدين ارسالها الى اليمن }} [ البدايه والنهايه البن كثير – ص 274 جـ 12 ] قال ابن خلدون {{ وقد كان غلب على اكثر اليمن على بن مهدي وصار أمره الى ابنه عبد البني وكرسى مُلكه بزبيد ، وكان بعدن ياسر بن بلال بقية ملوك بني زُريع ، - وبصنعاء السلطان على بن حاتم الهمداني – وكان عمره اليمني يغرى شمس الدوله تورانشاه باليمن – وببني مهدي – فسار شمس الدوله الى اليمن بعد ان تجهز واستعد بالمال والرجال ، فسار من مصر منتصف سنة تسع وستين وخمسمائه ، ومرّ بمكه ، وانتهى الى زبيد }} [ تاريخ ابن خلدون – ص 286 جـ 5 ]
(*) انضواء اليمن في الدوله الايوبيه :- كان مسير شمس الدوله الايوبي من مصر الى اليمن في رجب 569هـ وكان عدد جيشه ثلاثة الاف رجل فقط غالبيتهم من يمانية الشام ومصر وعلى راسهم الامير مبارك بن منقذ الكلبي الحميري اليماني من امراء قلعة شيزر قرب مدينة حماه بسوريه ، وعثمان الزنجيلي من اهالي ( جبله بالتحريك من اعمال اللاذقيه في سوريه وكانت من ديار الغساسنه ) وعلي بن رسول الغساني وامثالهم .
فوصل شمس الدوله الايوبي الى زبيد فانهزم الملك عبد النبي بن على بن مهدي ووقع اسيراً فحكم شمس الدوله مدينة زبيد في 9 شوال 569 هجريه وولى على زبيد وسائر تهامه الامير مبارك بن كامل بن منقذ الشيرازي الكلبي اليماني ، وسار شمس الدوله الى عدن ونواحيها فانضوت تحت حكمه ، فولى على عدن واعمالها الى حضرموت والمرباط عز الدوله عثمان الزنجبيلي ( ذي القعده 569هـ ) ثم سار الى تعز والتعكر وجبله الى ان وصل صنعاء فى محرم 570 هجريه ، فشمل الحكم الايوبي ارجاء بلاد اليمن
(*) ولاة اليمن في العصر الايوبي ومعالم عهودهم وقد تعاقب على حكم اليمن في العصر الايوبي ستة ولاة فيما يلي معالم عهودهم كما يذكر ذلك ابي :-
[1]- شمس الدوله توراتشاه بن أيوب .. وهو اخو صلاح الدين الايوبي
*كان قدومه من مصر الى اليمن – كما ذكر ابن خلكان – {{ في شهر رجب عام 569هـ }} .. وقد دخل ( زبيد ) وقضى على دولة آل مهدي في ( 9 شوال 569 هـ ) ثم سار الى المعافر والجند ودخل ( عدن) في ذي القعده 569 هـ ثم سار الى ذمار ودخل صنعا في محرم عام 570 هجريه فشمل حكمه اغلب اليمن .. قال الخزرجي {{ فقرر قواد البلاد وحسم مواد الفساد }} [ أهـ ] وقد مدحه الاديب اليمنى الشاعر ابو بكر العندي بقصيدة طويله مطلعها :-
اعساكراً سَيّرتها وجنودا أم انْجُماً اطلعتهن سُعُودا
ام تلك اقدارُ الاله ونصره رفعت عليك لوأها المعقودا
** ومكث توران شاه باليمن الى رجب 571هـ وكتب رسالة الى اخيه الملك الناصر صلاح الدين الايوبي يتشوق في القدوم اليه وهي رسالة نثرية وشعريه كتبها ابو بكر العندي على لسان شمس الدوله توران شاه .. منها قوله :-
.. والى صلاح الدين اشكو اننى مضناَ كئيب مستهام موجع
جزعاً لبعد الدارمنه ولم اكن لولا هواه لبعد دار اجزع
وبعث بالكتاب مع رجل من اعيان اليمن ، - ( ربما كأن ابو بكر العندي نفسه ) – فلما قدم على صلاح الدين اكرمه وبجله .. ثم كتب صلاح الدين بمصر والشام ابو اليُمن زيد بن الحسن الكندي ] – ومن ذلك الشعر قوله :-
مولاى شمس الدولة الملك الذي شمس السعادة منه أضحت تطلعُ
.. النصر إن اقبلت نحوي مقبلُ واليُمن إن اسرعت نحوى مُسرعُ
*** فاستخلف شمس الدوله تورانشاه نواباً له على اعمال اليمن وسار الى مصر فكان نوابه يديرون اليمن فيابة عنه ويجبون ويرسلون له الاموال والمدد من اليمن .. فكان ( تورانشاه ) تارة بمصر وتارة بالشام وهو في ذات الوقت حاكم اليمن حتى مات في الاسكندريه في محرم عام 576هـ فاستمر نوابه في حكم مناطق اليمن .. منهم {{ عثمان الزنجبيلي امير عدن واعمالها الى حضرموت }} وله انباء ومنجزات في عدن مذكورة في كتاب ( تاريخ ثغر عدن ) .. ومنهم {{ ابو ميمون المبارك بن كامل بن منقذا امير زبيد وتهامه }} وهو الذي قام ببناء مقدمة الجامع الكبير بزبيد وبنأ مسجد المناخ .. ومنهم {{ ياقوت التعزي }} امير تعز وجهاتها .. ومظفر الدين قايماز امير جبله واعمالها .. اما صنعأ واعمالها فكان فيها { على بن حاتم الهمداني } ..
**** وفي ذلك العهد مات مشنوقاً بمصر المؤرخ الشاعر { عماره اليمني } بتهمة التعاطف مع إعادة الخلافه الفاطميه ( وشنق في 12 رمضان 569هـ ) وهو مؤلف كتاب {{ المفيد في تاريخ اليمن }} والمنشور المطبوع يعنوان {{ المفيد في اخبار صنعأ وزبيد }} وكان شاعراً له اشعار وانبأ كثيره ..
[2]- عهد سيف الاسلام طغتكين بن ايوب {{ 579هـ - 593هـ / 1183م – 1197م ))
*هو سيف الاسلام الملك العزيز { طُغتكين بن ايوب بن شادي } شقيق الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن ايوب ( صلاح الدين الايوبي ) .. وقد بعثه صلاح الدين ملكاً والياً على اليمن عام 579 هجريه وشمل حكمه كل اليمن بما في ذلك صنعأ وعدن وصعده وحضرموت والجوف ونجران وعسير .. ومكث والياً على اليمن حتى مات بمنطقة تعز باليمن في 26 شوال عام 593 هجريه ( 1197م )
** وقد اشاد التاريخ بسيف الاسلام طغتكين بن ايوب .. قال ابن خلكان {{ كان سيف الاسلام رجلاً شجاعاً كريماً مشكور السيره حسن السياسه }} .. وقال ابو مخرمه {{ كان ملكاً شجاعاً اديباً شهماً لبيباً عاقلاً اريباً حازماً .. }} [ أهـ ] .
*** وقد شهد عهد سيف الاسلام طغتكين بن ايوب منجزات عمرانيه كثيره .. منها :-
أ – إعادة تسوير مدينة صنعأ .. وكان لمدينة صنعأ سور تليد من عصور سبأ وحمير وفي العصر الصليحي ، فقام طغتكين بهدم بقايا السور القديم وتسوير صنعاء .
ب – كما قام ببناء مدينة سماها المنصوره وهي شرق القاعده ( بناحية ذي سفال بمحافظة اب حالياً ) وفيها قال شاعر طغتكين وهو الإبى نسبة الى اب كما قال ياقوت :-
أحسنتْ في فعالها المنصوره واقامت لنا من العدل صوره
(( رام تشييدها العزيز فاعطته الى وسط ( قصره ) منشوره ))
ج – كما قام ببنأ حصون ( التعكر) و ( حب ) و ( خدد ) و ( تعز ) واحيا ( وادي خنوه ) ووادى القاعده وابتنى في بقرية خنوه دار مضيف .. وابتنى في المنصوره قصراً كبيراً وحماماً وبيوتاً للعسكر ..
د – كما قام ببناء الجناح الشرقي والغربي لجامع زبيد الكبير وبناء منارة الجامع .. وتسوير زبيد .
هـ - وفي عهده ايضاً ازدهرت مدينة عدن وقام بتقرير الضرائب والشواني وتنيم النشاط البحري .
**** واستوزر طغتكين بن ايوب الاديب الشاعر ابن عنين الازدي الانصاري وله اشعار وانبأ كثيره .
.. وفي عهده ايضاً كانت قصة الشاعر التكريتي في المرباط ( ظفار) وفي ( عدن ) حيث مدح التكريتى صاحب المرباط بقصيدته النادره التى اولها { عج برسم الدار فالطلل ) والقصة والقصيده مذكورة في كتاب ( ثغر عدن ) .
***** وقد سار طغتكين بن ايوب من اليمن – بمعية فرسان ومدد الينت – وشارك في حروب صلاح الدين ضد الصليبيين بالشام ( من عام 581هـ ) والتى تتوجت بموقعة حطين وتحرير القدس ( عام 583هـ ) ثم عاد الى اليمن .
*ومن انبأ المغرب والاندلس في ذلك العهد وفاة الشاعر المشهور ابن الخطيب الخثعمي اليماني ( عام 581هـ ) وانتصار المسلمين ( دولة الموحدين ) على الاسبان والفرنج في موقعة الزلاقه با عالى الاندلس عام 591هـ / 1195م .
****** وفي 27 صفر عام 589هـ توفى صلاح الدين الايوبي بمدينة دمشق .. اما سيف الاسلام طغتكين بن ايوب فقد تولى اليمن حتى وفاته في 26 شوال عام 593هـ وتم دفنه في المنصوره ثم في تعز .
[3]- الملك المُعز الهادي اسماعيل بن طغتكين الايوبي {( 593هـ - 599هـ )}
*كان المُعز اسماعيل واخوه الناصر ايوب مع ابيهما طغتكين بن ايوب في اليمن ، فلما مات طغتكين تولى حكم اليمن المُعز اسماعيل الذي تلقب بالهادي .. قال ابو مخرمه {{ .. وكان المعز اسماعيل فارساً شجاعاً ، كريماً جواداً ، خاصة على الشعراء واهل اللهو }} كما كان شاعراً فصيحاً ومن شعره قوله :-
فانى انا الهادي الخليفة والذي يقود رقاب الغُلب بالضُّمر الجُردِ
ولا بد من بغداد اطوي ربوعها وانشرها نشر الشماس على البُردِ
ويُخطبلي فيها على كل منبر وأظهر امر الله في الغور والنجدِ
** وفي ايامه قام بجهات صعده واعالى اليمن الامام عبد الله بن حمزه الهادوي فسار اليه المعز اسماعيل ( عام 597هـ ) فانهزم جيش ابن حمزه هزيمة عجيبه [ ص 27 جـ 13 / البدايه والنهايه ] .
*** وجأ في كتاب السلوك للجندي ان المعز اسماعيل {{ هو اول من عمل المدارس بتعز وزبيد منها المدرسه المعروفه بالميلين في زبيد ومدرسة تعز التى ابوه مقبور فيها .. وجعل عليها سبعة قراء .. }} [ أهـ ]
**** واعلن المعز اسماعيل نفسه خليفة ونُودى بامير المؤمنين ، واراد المسير الى العراث للقضأ على خليفتها العباسي .. وظهرت منه – فيما يقال – امور سيئه منها الميل الى مذهب الاسماعيليه بدلاً عن مذهب السنه ( الحنفيه ) الذي كان قد ساد في اليمن .. ومنها انه المح لاحد الوزراء النواب ( الاتابك سنقر ) بانه سيأ كله !.. فهرب سنقر الى الجبال .. ثم تواطأ بعض رجال وجنود المعز اسماعيل على قتله . فقتلوه بالقرب من زبيد في 18 رجب عام 599 هـ وقتل عام 598 هـ قال الجندى {{ وقبر المعز اسماعيل شرقى زبيد في قبة هنالك تعرف بقبة الخليفه قد صارت – الآن – خراباً }} فلما اغتيل المعز كان اخوه الناصر بحصن تعز فتم تمليكه .
[4]- الملك الناصر ايوب بن طغتكين الايوبي {( 599هـ - 611هـ )}
*تولى الحكم في رجب عام 599هـ - [ وقيل عام 598هـ ] – وفوض شئون الحكم الى { سيف الدين سنقر } – قال ابن خلكان – {{ فقام سنقر بالمملكه احسن قيام الى ان مات }} – ثم فوض الناصر امور الحكم الى {{ علم الدين ورد سار بن بيامي – قال العرشافي {{ وهو من اكراد العرب }} – ولم يزل علم الدين ورد سار قائماً بامر اليمن الى ان مات }} – ربما عام ( 609هـ ) – ثم استوزر الناصر {{ بدر الدين غازي بن جبريل وجعله القائم بشئون الحكم }} فقام بدر الدين غازي بن جبريل بالتآمر ضد الناصر واغتاله بالسم في صنعاء ، وذلك في 12 محرم عام 611 هجريه .
** وقد شهد عهد الناصر منجزات عمرانيه كثيره منها إعادة بنأ المشهد ( مُصلى العيد ) بصنعاء وإعادة بنأ مدرسة الدحمانيه بزبيد وبناء جامع خنفر في ابين وتوسيع بنأ جامع الجَند وبنأ منارة جامع الجَند .. وقيلت في منجزات عهده اشعار مذكورة في المصادر .. وقد شهد عهد الناصر حروباً مع الامام عبد الله بن حمزه الهادوى الزيدي باعالى اليمن كما تغلب { احمد بن محمد الحبوضى الحميري } على ظفار وغيرها من بلاد حضرموت .. فلما اغتيل الملك الناصر تولى الامر {{ بدر الدين غازي بن جبريل }} الى ان سقط قتيلا بتدبير ام الناصر في اوخر عام 611 هجريه .
[5]- السلطان سليمان بن تقي الدين الايوبي {( 611هـ - 612هـ )}
*كانت ام الناصر تدير الحكم بعد مقتل الناصر ستة اشهر ثم تزوجت سليمان بن تقي الدين الايوبي وتم تمليك سليمان باتفاق الامراء ..واخذ الضعف يدب في جسم الدوله بحيث {{ استولى على ظفار وبلاد حضرموت احمد بن محمد الحبوضي احميري }} وظهر في صعده ونواحيها الامام عبد الله بن حمزه الهادوي فاشعل الفتن والحروب وامتد نفوذه الى بعض مخاليف صنعاء فحاربه وهزمه المعز اسماعيل – والى اليمن – عام 597 هـ فانسحب الى نواحي صعده واستمر في إثارة الفتن وقام بالفتك بالفرقه المطرفيه المعتزليه وكان متعصباً
** وكان سليمان سئ السيره وانصرف الى اللهو والمجون والشراب [ ص 538 / السلوك ] .. فارسل الملك الكامل محمد بن الملك العادل صاحب مصر ( 596 – 635هـ ) ارسل الى اليمن ابنه المسعود بن الكامل – عام 612هـ - فقبض المسعود على سليمان وارسله الى مصر ، وتولى حكم اليمن .
[6]- الملك المسعود .. ونهاية العصر الايوبي {( 612 – 626هـ )}
*هو الملك المسعود يوسف (( افسيس )) – ملك اليمن وصاحب مكه – بن الملك الكامل محمد – ملك مصر واغلب الشام – بن الملك العادل ابى بكر بن ايوب بن شادي ..
** تولى المسعود حكم اليمن من عام 612هـ ثم سار الى مكه وادخلها في سلطانه عام 619هـ - حيث كما يذكر ابن كثير – {{ استقبل المسعود بملك اليمن ومكه .. وبدت منه افعال ناقصه بالحرم مثل رشق حمام المسجد بالبندق والشراب .. ولكنه كان مع ذلك كله مثيباً محترماً والبلاد به آمنة مطمئنه }} [ أهـ ] – وكان المسعود قد استخلف على اليمن {{ عمر بن على بن رسول الغساني }} – قال ابن كثير {{ وقدم الملك مسعود افسيس ملك اليمن على ابيه الكامل بمصر – عام 621هـ - ومعه شئى كثير من الهدايا والتحف ، من ذلك ثلاثة افيال .. ( فيله ) ، واحمال عود وند ومسك وعنبر ، وفي نية مسعود ان ينزع الشام من سد الملك المعظم الايوبي }} [ أهـ / س 621هـ ] .. قال الجندي {{ وعاد المسعود من مصر الى اليمن فلبث الى سنة 625هـ ثم اراد المسير الى مصر فقال للمنصور عمر بن رسول : نُوبنا . فقال : لا افعل حتى تبعد عني اخوتي الثلاثه فاستدعاهم المسعود فبعثهم في البحر الى مصر ، ثم سار المسعود الى مكه – قاصداً مصر – فتوفى بمكه .. }} [ ص 539 ]
وكان امير الجيش باليمن نور الدين عمر بن على بن رسول الغساني {{ فجمع الامام محمد بن عبد حمزه جموعاً كثيره لغزو صنعاء عام 612 هـ فخاف المسعود بن الكامل وهو يومئذ صاحب اليمن ، واشار امير الجيوش عمر بن على بن رسول بمعاجلته قبل يمك الحصون ، ثم اختلف اصحاب محمد بن عبد الله بن حمزه ولقبه المسعود – وابن رسول – فهزموه }} [ تاريخ ابن خلدون – ص 334 جـ5 ] واخذ نجم عمر بن على بن رسول في الصعود ،وسار المسعود بن الكامل من اليمن لزيارة ابيه فى مصر عام 621هـ واناب على اليمن عمر بن رسول ، ثم عاد المسعود الى اليمن ثم عزم المسير الى مصر 626 هـ وقال لابن عمر بن على الرسول : نٌوبنا .. وسار المسعود فلما كان بمكه ادركته الوفاة في 14 جماد 626هـ وبذلك انتهى العصر الايوبي فى اليمن واشرق فجر دولة بني رسول اليمانيه الغسانيه
*** آنذاك ( عام 626 هـ ) كانت قد توافقت عدة امور ساهمت في نهاية العصر الايوبي باليمن :-
أ – كانت الشام ومصر تشهد صراعاً دموياً على الحكم بين بني ايوب بعضهم البعض ..
ب – ادى ذلك الى عجز الايوبيين عن رد هجمات الفرنج ( الصيبيين ) الذين استولوا على بعض مناطق الشام الساحليه كما شنوا الغارات القويه على دمياط ( مصر ) .. بل ان الفرنج دخلوا القدس عام 626هـ باتفاق بعض الحكام الايوبيين ، وتم اخراجهم منها في وقت لاحق .
ج – كانت سيرة ( سليمان الايوبي ) ثم ( المسعود ) في اليمن غير محموده .. مما ادى الى التذمر من الحكم الايوبي ، واتفاق امراء وزعمأ اليمن على تمليك المنصور الرسولي الغساني فاستقل بحكم اليمن وقامت بذلك ( عام 626هـ ) دولة اليمن الرسوليه الغسانيه .
**** اما في مصر والشام حيث تداخل الصراع بين الايوبيين على الحكم مع الصراع ضد الفرنج وغيرهم فقد استمر العصر الايوبي بمصر الى عام 648 هجريه ( 1250م ) حيث بدأ عصر المماليك بمصر .. بينما استمر الحكم الايوبي في دمشق وجهات الشام الى ايام الغزو التتري (التتار ) الذين اخذوا بغداد عام 656 هجريه وذلك في اوائل عصر الدوله الرسوليه الغسانيه باليمن
( والله الموفق )
اقتباس:

*زيد محمد حسين الفرح* zeadalfreh@yahoo.com هاتف سيار 733056106 { الجمهورية اليمنية - وزارة الثقافة – صندوق التراث والتنمية الثقافية - منتدى المؤرخ محمد حسين الفرح }

ولو مَرّة واحدة إقرأ هذا الكتاب ...

نفحات من التراث العراقي

$
0
0
نفحات من التراث العراقي الاصيل
تجسدها لوحات بريشة الفنانة العراقية المبدعة شوق صباح الشاهر احدى سفراء التراث العربي والاسلامي من جيل الشباب في الغربة المحافظ باصراره وتقيده على سبل احياء تراث امته وقد افردنا لها هذا الباب ليحوي طيب نتاجاتها وسننقلها تباعا لما فيها من ابداع ورقي.


ط§ط¶ط؛ط· ط¹ظ„ظ‰ ط§ظ„طµظˆط±ط© ظ„ط±ط¤ظٹطھظ‡ط§ ط¨ط§ظ„ط­ط¬ظ… ط§ظ„ط·ط¨ظٹط¹ظٹ

ط§ط¶ط؛ط· ط¹ظ„ظ‰ ط§ظ„طµظˆط±ط© ظ„ط±ط¤ظٹطھظ‡ط§ ط¨ط§ظ„ط­ط¬ظ… ط§ظ„ط·ط¨ظٹط¹ظٹ

ط§ط¶ط؛ط· ط¹ظ„ظ‰ ط§ظ„طµظˆط±ط© ظ„ط±ط¤ظٹطھظ‡ط§ ط¨ط§ظ„ط­ط¬ظ… ط§ظ„ط·ط¨ظٹط¹ظٹ

ط§ط¶ط؛ط· ط¹ظ„ظ‰ ط§ظ„طµظˆط±ط© ظ„ط±ط¤ظٹطھظ‡ط§ ط¨ط§ظ„ط­ط¬ظ… ط§ظ„ط·ط¨ظٹط¹ظٹ

ط§ط¶ط؛ط· ط¹ظ„ظ‰ ط§ظ„طµظˆط±ط© ظ„ط±ط¤ظٹطھظ‡ط§ ط¨ط§ظ„ط­ط¬ظ… ط§ظ„ط·ط¨ظٹط¹ظٹ

ط§ط¶ط؛ط· ط¹ظ„ظ‰ ط§ظ„طµظˆط±ط© ظ„ط±ط¤ظٹطھظ‡ط§ ط¨ط§ظ„ط­ط¬ظ… ط§ظ„ط·ط¨ظٹط¹ظٹ

ط§ط¶ط؛ط· ط¹ظ„ظ‰ ط§ظ„طµظˆط±ط© ظ„ط±ط¤ظٹطھظ‡ط§ ط¨ط§ظ„ط­ط¬ظ… ط§ظ„ط·ط¨ظٹط¹ظٹ

ط§ط¶ط؛ط· ط¹ظ„ظ‰ ط§ظ„طµظˆط±ط© ظ„ط±ط¤ظٹطھظ‡ط§ ط¨ط§ظ„ط­ط¬ظ… ط§ظ„ط·ط¨ظٹط¹ظٹ

ط§ط¶ط؛ط· ط¹ظ„ظ‰ ط§ظ„طµظˆط±ط© ظ„ط±ط¤ظٹطھظ‡ط§ ط¨ط§ظ„ط­ط¬ظ… ط§ظ„ط·ط¨ظٹط¹ظٹ

{ من معالم عصر ولاية اليمن الايوبيه ( 569 – 626هـ / 1173 – 1229م ) } بقلم :- زيد محمد

$
0
0
{ من معالم عصر ولاية اليمن الايوبيه ( 569 – 626هـ / 1173 – 1229م ) } بقلم :- زيد محمد حسين الفرح * كان قيام الدوله الايوبيه بزعامة صلاح الدين يوسف بن نجم الدين ايوب شادي الايوبي الكردي في الشام ومصر عام 567هـ ( 1171م ) عملاً وحدوياً في مواجهة التفكك الذي ساد اواخر الدوله الفاطميه والتحديات الصليبيه التى تمثلت في احتلال القدس وغيرها والعمل على توحيد الصفوف لتحرير القدس ، .. ولما بعث ( نور الدين ) القائد { صلاح الدين يوسف الايوبي } الى مصر ( عام 562 هـ ) لمساندة خليفة مصر الفاطمي { العاضد } في مواجهة الصليبيين قال الشاعر اليمني الاصل عرقله بن نمير الكلبي متمنياً ان يمتلك صلاح الدين مصر :-
{{ .. رب كما ملكتها يوسفُ * الصديق في عصر يعقوب
فملكها في عصرنا يوسف * الصادق من اولاد ايوب
من لم يزل ضَرّاب هام العدا * حقاً وضرابُ العراقيب }}
واسستتب ملك صلاح الدين يوسف بن ايوب بن شادي لمصر بوفاة العاضد – آخر الخلفأ الفاطميين – عام 567هـ قال الشاعر اليمني حسان بن نمير الكلبي ( المُلقب بعرقله الكلبي ) مُرحباً بالعهد الجديد :-
أصبح المُلك بعد آل ( عُبيدٍ ) * مشرقاً بالملوك من آل شادي
وغدا الشرق يحسدُ الغر* ب للقوم ، فمصر تزهو على بغداد }}
، وقد تطلع اليمنيون الى الانضواء في الدوله الايوبيه – كمشروع وحدوي اسلامي – وللخروج باليمن من فترة التفكك والحروب التى سادت بعد نهاية العصر الصليحي الوحدوي وبلغت ذروتها في حروب دولة بني مهدي التى اتسمت بالعنف والقسوة والطغيان ، فكان المؤرخ الشاعر عماره اليمني يمثل لسان الغالبيه في اليمن ويتابع احوال اليمن بعد مسيره واستقراره في مصر باواخر العصر الفاطمى وبداية العصر الايوبي ، قال المؤرخ ابن كثير {{ وكان شمس الدوله تورانشاه اخو صلاح الدين شجاعاً مهيباً بطلاً ، وكان ممن يجالس عماره اليمني الشاعر المشهور [ هو المؤرخ الشاعر عماره بن ابى الحسن على بن زيدان الحكمي ، من بني حكم بن سعد العشيره من مذحج ، باعالى تهامة اليمن ومات بالقاهره فى رمضان 569 هجريه ] وكان عماره ينعت له بلاد اليمن وحسنها وكثرة خيرها ، فحداه ذلك على ان سار الى اليمن على راس سرية عزم صلاح الدين ارسالها الى اليمن }} [ البدايه والنهايه البن كثير – ص 274 جـ 12 ] قال ابن خلدون {{ وقد كان غلب على اكثر اليمن على بن مهدي وصار أمره الى ابنه عبد البني وكرسى مُلكه بزبيد ، وكان بعدن ياسر بن بلال بقية ملوك بني زُريع ، - وبصنعاء السلطان على بن حاتم الهمداني – وكان عمره اليمني يغرى شمس الدوله تورانشاه باليمن – وببني مهدي – فسار شمس الدوله الى اليمن بعد ان تجهز واستعد بالمال والرجال ، فسار من مصر منتصف سنة تسع وستين وخمسمائه ، ومرّ بمكه ، وانتهى الى زبيد }} [ تاريخ ابن خلدون – ص 286 جـ 5 ]
(*) انضواء اليمن في الدوله الايوبيه :- كان مسير شمس الدوله الايوبي من مصر الى اليمن في رجب 569هـ وكان عدد جيشه ثلاثة الاف رجل فقط غالبيتهم من يمانية الشام ومصر وعلى راسهم الامير مبارك بن منقذ الكلبي الحميري اليماني من امراء قلعة شيزر قرب مدينة حماه بسوريه ، وعثمان الزنجيلي من اهالي ( جبله بالتحريك من اعمال اللاذقيه في سوريه وكانت من ديار الغساسنه ) وعلي بن رسول الغساني وامثالهم .
فوصل شمس الدوله الايوبي الى زبيد فانهزم الملك عبد النبي بن على بن مهدي ووقع اسيراً فحكم شمس الدوله مدينة زبيد في 9 شوال 569 هجريه وولى على زبيد وسائر تهامه الامير مبارك بن كامل بن منقذ الشيرازي الكلبي اليماني ، وسار شمس الدوله الى عدن ونواحيها فانضوت تحت حكمه ، فولى على عدن واعمالها الى حضرموت والمرباط عز الدوله عثمان الزنجبيلي ( ذي القعده 569هـ ) ثم سار الى تعز والتعكر وجبله الى ان وصل صنعاء فى محرم 570 هجريه ، فشمل الحكم الايوبي ارجاء بلاد اليمن
(*) ولاة اليمن في العصر الايوبي ومعالم عهودهم وقد تعاقب على حكم اليمن في العصر الايوبي ستة ولاة فيما يلي معالم عهودهم كما يذكر ذلك ابي :-
[1]- شمس الدوله تورانشاه بن أيوب .. وهو اخو صلاح الدين الايوبي
*كان قدومه من مصر الى اليمن – كما ذكر ابن خلكان – {{ في شهر رجب عام 569هـ }} .. وقد دخل ( زبيد ) وقضى على دولة آل مهدي في ( 9 شوال 569 هـ ) ثم سار الى المعافر والجند ودخل ( عدن) في ذي القعده 569 هـ ثم سار الى ذمار ودخل صنعا في محرم عام 570 هجريه فشمل حكمه اغلب اليمن .. قال الخزرجي {{ فقرر قواد البلاد وحسم مواد الفساد }} [ أهـ ] وقد مدحه الاديب اليمنى الشاعر ابو بكر العندي بقصيدة طويله مطلعها :-
اعساكراً سَيّرتها وجنودا أم انْجُماً اطلعتهن سُعُودا
ام تلك اقدارُ الاله ونصره رفعت عليك لوأها المعقودا
** ومكث توران شاه باليمن الى رجب 571هـ وكتب رسالة الى اخيه الملك الناصر صلاح الدين الايوبي يتشوق في القدوم اليه وهي رسالة نثرية وشعريه كتبها ابو بكر العندي على لسان شمس الدوله توران شاه .. منها قوله :-
.. والى صلاح الدين اشكو اننى مضناَ كئيب مستهام موجع
جزعاً لبعد الدارمنه ولم اكن لولا هواه لبعد دار اجزع
وبعث بالكتاب مع رجل من اعيان اليمن ، - ( ربما كأن ابو بكر العندي نفسه ) – فلما قدم على صلاح الدين اكرمه وبجله .. ثم كتب صلاح الدين بمصر والشام ابو اليُمن زيد بن الحسن الكندي ] – ومن ذلك الشعر قوله :-
مولاى شمس الدولة الملك الذي شمس السعادة منه أضحت تطلعُ
.. النصر إن اقبلت نحوي مقبلُ واليُمن إن اسرعت نحوى مُسرعُ
*** فاستخلف شمس الدوله تورانشاه نواباً له على اعمال اليمن وسار الى مصر فكان نوابه يديرون اليمن نيابة عنه ويجبون ويرسلون له الاموال والمدد من اليمن .. فكان ( تورانشاه ) تارة بمصر وتارة بالشام وهو في ذات الوقت حاكم اليمن حتى مات في الاسكندريه في محرم عام 576هـ فاستمر نوابه في حكم مناطق اليمن .. منهم {{ عثمان الزنجبيلي امير عدن واعمالها الى حضرموت }} وله انباء ومنجزات في عدن مذكورة في كتاب ( تاريخ ثغر عدن ) .. ومنهم {{ ابو ميمون المبارك بن كامل بن منقذا امير زبيد وتهامه }} وهو الذي قام ببناء مقدمة الجامع الكبير بزبيد وبنأ مسجد المناخ .. ومنهم {{ ياقوت التعزي }} امير تعز وجهاتها .. ومظفر الدين قايماز امير جبله واعمالها .. اما صنعأ واعمالها فكان فيها { على بن حاتم الهمداني } ..
**** وفي ذلك العهد مات مشنوقاً بمصر المؤرخ الشاعر { عماره اليمني } بتهمة التعاطف مع إعادة الخلافه الفاطميه ( وشنق في 12 رمضان 569هـ ) وهو مؤلف كتاب {{ المفيد في تاريخ اليمن }} والمنشور المطبوع بعنوان {{ المفيد في اخبار صنعأ وزبيد }} وكان شاعراً له اشعار وانبأ كثيره ..
[2]- عهد سيف الاسلام طغتكين بن ايوب {{ 579هـ - 593هـ / 1183م – 1197م ))
*هو سيف الاسلام الملك العزيز { طُغتكين بن ايوب بن شادي } شقيق الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن ايوب ( صلاح الدين الايوبي ) .. وقد بعثه صلاح الدين ملكاً والياً على اليمن عام 579 هجريه وشمل حكمه كل اليمن بما في ذلك صنعأ وعدن وصعده وحضرموت والجوف ونجران وعسير .. ومكث والياً على اليمن حتى مات بمنطقة تعز باليمن في 26 شوال عام 593 هجريه ( 1197م )
** وقد اشاد التاريخ بسيف الاسلام طغتكين بن ايوب .. قال ابن خلكان {{ كان سيف الاسلام رجلاً شجاعاً كريماً مشكور السيره حسن السياسه }} .. وقال ابو مخرمه {{ كان ملكاً شجاعاً اديباً شهماً لبيباً عاقلاً اريباً حازماً .. }} [ أهـ ] .
*** وقد شهد عهد سيف الاسلام طغتكين بن ايوب منجزات عمرانيه كثيره .. منها :-
أ – إعادة تسوير مدينة صنعأ .. وكان لمدينة صنعأ سور تليد من عصور سبأ وحمير وفي العصر الصليحي ، فقام طغتكين بهدم بقايا السور القديم وتسوير صنعاء .
ب – كما قام ببناء مدينة سماها المنصوره وهي شرق القاعده ( بناحية ذي سفال بمحافظة اب حالياً ) وفيها قال شاعر طغتكين وهو الإبى نسبة الى اب كما قال ياقوت :-
أحسنتْ في فعالها المنصوره واقامت لنا من العدل صوره
(( رام تشييدها العزيز فاعطته الى وسط ( قصره ) منشوره ))
ج – كما قام ببنأ حصون ( التعكر) و ( حب ) و ( خدد ) و ( تعز ) واحيا ( وادي خنوه ) ووادى القاعده وابتنى في بقرية خنوه دار مضيف .. وابتنى في المنصوره قصراً كبيراً وحماماً وبيوتاً للعسكر ..
د – كما قام ببناء الجناح الشرقي والغربي لجامع زبيد الكبير وبناء منارة الجامع .. وتسوير زبيد .
هـ - وفي عهده ايضاً ازدهرت مدينة عدن وقام بتقرير الضرائب والشواني وتنيم النشاط البحري .
**** واستوزر طغتكين بن ايوب الاديب الشاعر ابن عنين الازدي الانصاري وله اشعار وانبأ كثيره .
.. وفي عهده ايضاً كانت قصة الشاعر التكريتي في المرباط ( ظفار) وفي ( عدن ) حيث مدح التكريتى صاحب المرباط بقصيدته النادره التى اولها { عج برسم الدار فالطلل ) والقصة والقصيده مذكورة في كتاب ( ثغر عدن ) .
***** وقد سار طغتكين بن ايوب من اليمن – بمعية فرسان ومدد اليمن – وشارك في حروب صلاح الدين ضد الصليبيين بالشام ( من عام 581هـ ) والتى تتوجت بموقعة حطين وتحرير القدس ( عام 583هـ ) ثم عاد الى اليمن .
*ومن انبأ المغرب والاندلس في ذلك العهد وفاة الشاعر المشهور ابن الخطيب الخثعمي اليماني ( عام 581هـ ) وانتصار المسلمين ( دولة الموحدين ) على الاسبان والفرنج في موقعة الزلاقه با عالى الاندلس عام 591هـ / 1195م .
****** وفي 27 صفر عام 589هـ توفى صلاح الدين الايوبي بمدينة دمشق .. اما سيف الاسلام طغتكين بن ايوب فقد تولى اليمن حتى وفاته في 26 شوال عام 593هـ وتم دفنه في المنصوره ثم في تعز .
[3]- الملك المُعز الهادي اسماعيل بن طغتكين الايوبي {( 593هـ - 599هـ )}
*كان المُعز اسماعيل واخوه الناصر ايوب مع ابيهما طغتكين بن ايوب في اليمن ، فلما مات طغتكين تولى حكم اليمن المُعز اسماعيل الذي تلقب بالهادي .. قال ابو مخرمه {{ .. وكان المعز اسماعيل فارساً شجاعاً ، كريماً جواداً ، خاصة على الشعراء واهل اللهو }} كما كان شاعراً فصيحاً ومن شعره قوله :-
فانى انا الهادي الخليفة والذي يقود رقاب الغُلب بالضُّمر الجُردِ
ولا بد من بغداد اطوي ربوعها وانشرها نشر الشماس على البُردِ
ويُخطبلي فيها على كل منبر وأظهر امر الله في الغور والنجدِ
** ثم اخذ الضعف يدب في جسم الدوله بحيث {{ استولى على ظفار وبلاد حضرموت احمد بن محمد الحبوضي الحميري }} وظهر في صعده ونواحيها الامام عبد الله بن حمزه الهادوي فاشعل الفتن والحروب وامتد نفوذه الى بعض مخاليف صنعاء فحاربه وهزمه المعز اسماعيل – والى اليمن – عام 597 هـ فانسحب الى نواحي صعده واستمر في إثارة الفتن وقام بالفتك بالفرقه المطرفيه المعتزليه وكان متعصباً .. ولكن الحقيقه ان المعز اسماعيل هزم جيش ابن حمزه هزيمة عجيبه [ ص 27 جـ 13 / البدايه والنهايه ] .
*** وجأ في كتاب السلوك للجندي ان المعز اسماعيل {{ هو اول من عمل المدارس بتعز وزبيد منها المدرسه المعروفه بالميلين في زبيد ومدرسة تعز التى ابوه مقبور فيها .. وجعل عليها سبعة قراء .. }} [ أهـ ]
**** واعلن المعز اسماعيل نفسه خليفة ونُودى بامير المؤمنين ، واراد المسير الى العراق للقضأ على خليفتها العباسي .. وظهرت منه – فيما يقال – امور سيئه منها الميل الى مذهب الاسماعيليه بدلاً عن مذهب السنه ( الحنفيه ) الذي كان قد ساد في اليمن .. ومنها انه المح لاحد الوزراء النواب ( الاتابك سنقر ) بانه سيأ كله !.. فهرب سنقر الى الجبال .. ثم تواطأ بعض رجال وجنود المعز اسماعيل على قتله . فقتلوه بالقرب من زبيد في 18 رجب عام 599 هـ وقتل عام 598 هـ قال الجندى {{ وقبر المعز اسماعيل شرقى زبيد في قبة هنالك تعرف بقبة الخليفه قد صارت – الآن – خراباً }} فلما اغتيل المعز كان اخوه الناصر بحصن تعز فتم تمليكه .
[4]- الملك الناصر ايوب بن طغتكين الايوبي {( 599هـ - 611هـ )}
*تولى الحكم في رجب عام 599هـ - [ وقيل عام 598هـ ] – وفوض شئون الحكم الى { سيف الدين سنقر } – قال ابن خلكان – {{ فقام سنقر بالمملكه احسن قيام الى ان مات }} – ثم فوض الناصر امور الحكم الى {{ علم الدين ورد سار بن بيامي – قال العرشافي {{ وهو من اكراد العرب }} – ولم يزل علم الدين ورد سار قائماً بامر اليمن الى ان مات }} – ربما عام ( 609هـ ) – ثم استوزر الناصر {{ بدر الدين غازي بن جبريل وجعله القائم بشئون الحكم }} فقام بدر الدين غازي بن جبريل بالتآمر ضد الناصر واغتاله بالسم في صنعاء ، وذلك في 12 محرم عام 611 هجريه .
** وقد شهد عهد الناصر منجزات عمرانيه كثيره منها إعادة بنأ المشهد ( مُصلى العيد ) بصنعاء وإعادة بنأ مدرسة الدحمانيه بزبيد وبناء جامع خنفر في ابين وتوسيع بنأ جامع الجَند وبنأ منارة جامع الجَند .. وقيلت في منجزات عهده اشعار مذكورة في المصادر .. وقد شهد عهد الناصر حروباً مع الامام عبد الله بن حمزه الهادوى الزيدي باعالى اليمن كما تغلب { احمد بن محمد الحبوضى الحميري } على ظفار وغيرها من بلاد حضرموت .. فلما اغتيل الملك الناصر تولى الامر {{ بدر الدين غازي بن جبريل }} الى ان سقط قتيلا بتدبير ام الناصر في اوخر عام 611 هجريه .
[5]- السلطان سليمان بن تقي الدين الايوبي {( 611هـ - 612هـ )}
*كانت ام الناصر تدير الحكم بعد مقتل الناصر ستة اشهر ثم تزوجت سليمان بن تقي الدين الايوبي وتم تمليك سليمان باتفاق الامراء ..
** وكان سليمان سئ السيره وانصرف الى اللهو والمجون والشراب [ ص 538 / السلوك ] .. فارسل الملك الكامل محمد بن الملك العادل صاحب مصر ( 596 – 635هـ ) ارسل الى اليمن ابنه المسعود بن الكامل – عام 612هـ - فقبض المسعود على سليمان وارسله الى مصر ، وتولى حكم اليمن .
[6]- الملك المسعود .. ونهاية العصر الايوبي {( 612 – 626هـ )}
*هو الملك المسعود يوسف (( افسيس )) – ملك اليمن وصاحب مكه – بن الملك الكامل محمد – ملك مصر واغلب الشام – بن الملك العادل ابى بكر بن ايوب بن شادي ..
** تولى المسعود حكم اليمن من عام 612هـ ثم سار الى مكه وادخلها في سلطانه عام 619هـ - حيث كما يذكر ابن كثير – {{ استقبل المسعود بملك اليمن ومكه .. وبدت منه افعال ناقصه بالحرم مثل رشق حمام المسجد بالبندق والشراب .. ولكنه كان مع ذلك كله مثيباً محترماً والبلاد به آمنة مطمئنه }} [ أهـ ] – وكان المسعود قد استخلف على اليمن {{ عمر بن على بن رسول الغساني }} – قال ابن كثير {{ وقدم الملك مسعود افسيس ملك اليمن على ابيه الكامل بمصر – عام 621هـ - ومعه شئى كثير من الهدايا والتحف ، من ذلك ثلاثة افيال .. ( فيله ) ، واحمال عود وند ومسك وعنبر ، وفي نية مسعود ان ينزع الشام من سد الملك المعظم الايوبي }} [ أهـ / س 621هـ ] .. قال الجندي {{ وعاد المسعود من مصر الى اليمن فلبث الى سنة 625هـ ثم اراد المسير الى مصر فقال للمنصور عمر بن رسول : نُوبنا . فقال : لا افعل حتى تبعد عني اخوتي الثلاثه فاستدعاهم المسعود فبعثهم في البحر الى مصر ، ثم سار المسعود الى مكه – قاصداً مصر – فتوفى بمكه .. }} [ ص 539 ]
والحقيقه ان هو كان امير الجيش باليمن المنصور بن عمر بن على بن رسول الغساني {{ فجمع الامام محمد بن عبد حمزه جموعاً كثيره لغزو صنعاء عام 612 هـ فخاف المسعود بن الكامل وهو يومئذ صاحب اليمن ، واشار امير الجيوش عمر بن على بن رسول بمعاجلته قبل يمك الحصون ، ثم اختلف اصحاب محمد بن عبد الله بن حمزه ولقبه المسعود – وابن رسول – فهزموه }} [ تاريخ ابن خلدون – ص 334 جـ5 ] واخذ نجم المنصور بن عمر بن على بن رسول في الصعود ،وسار المسعود بن الكامل من اليمن لزيارة ابيه فى مصر عام 621هـ واناب على اليمن المنصور بن عمر بن رسول ، ثم عاد المسعود الى اليمن ثم عزم المسير الى مصر 626 هـ وقال للمنصور بن عمر بن على الرسول : نٌوبنا .. وسار المسعود فلما كان بمكه ادركته الوفاة في 14 جماد 626هـ وبذلك انتهى العصر الايوبي فى اليمن واشرق فجر دولة بني رسول اليمانيه الغسانيه
*** آنذاك ( عام 626 هـ ) كانت قد توافقت عدة امور ساهمت في نهاية العصر الايوبي باليمن :-
أ – كانت الشام ومصر تشهد صراعاً دموياً على الحكم بين بني ايوب بعضهم البعض ..
ب – ادى ذلك الى عجز الايوبيين عن رد هجمات الفرنج ( الصيبيين ) الذين استولوا على بعض مناطق الشام الساحليه كما شنوا الغارات القويه على دمياط ( مصر ) .. بل ان الفرنج دخلوا القدس عام 626هـ باتفاق بعض الحكام الايوبيين ، وتم اخراجهم منها في وقت لاحق .
ج – كانت سيرة ( سليمان الايوبي ) ثم ( المسعود ) في اليمن غير محموده .. مما ادى الى التذمر من الحكم الايوبي ، واتفاق امراء وزعمأ اليمن على تمليك المنصور عمر بن على بن رسول الجفني الغساني اليعربي القحطاني فاستقل بحكم اليمن وقامت بذلك ( عام 626هـ ) دولة اليمن الرسوليه الغسانيه .
**** اما في مصر والشام حيث تداخل الصراع بين الايوبيين على الحكم مع الصراع ضد الفرنج وغيرهم فقد استمر العصر الايوبي بمصر الى عام 648 هجريه ( 1250م ) حيث بدأ عصر المماليك بمصر .. بينما استمر الحكم الايوبي في دمشق وجهات الشام الى ايام الغزو التتري (التتار ) الذين اخذوا بغداد عام 656 هجريه وذلك في اوائل عصر الدوله الرسوليه الغسانيه باليمن
( والله الموفق )
*زيد محمد حسين الفرح* zeadalfreh@yahoo.com هاتف سيار 733056106 { الجمهورية اليمنية - وزارة الثقافة – صندوق التراث والتنمية الثقافية - منتدى المؤرخ محمد حسين الفرح }

من درر الفاروق عمر رضي الله عنه

$
0
0

اجعلوا الناس في الحق سواء، قريبهم كبعيدهم، وبعيدهم كقريبهم ، إياكم والرشا - فإنها السحت - وإياكم والحكم بالهوى، وأن تأخذوا الناس عند الغضب .

من أولويات الإنقلاب العسكرى فى مصر

$
0
0
---
ط§ط¶ط؛ط· ط¹ظ„ظ‰ ط§ظ„طµظˆط±ط© ظ„ط±ط¤ظٹطھظ‡ط§ ط¨ط§ظ„ط­ط¬ظ… ط§ظ„ط·ط¨ظٹط¹ظٹ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
---
ط§ط¶ط؛ط· ط¹ظ„ظ‰ ط§ظ„طµظˆط±ط© ظ„ط±ط¤ظٹطھظ‡ط§ ط¨ط§ظ„ط­ط¬ظ… ط§ظ„ط·ط¨ظٹط¹ظٹ
-
الناشط السياسي - د. ياسر نجم يكتب : أوليات عهد الإنقلاب فى #مصر :

1- أول وزير دفاع فى مصر يخون قسم الولاء للدستور والنظام الجمهورى..
2- أول رئيس جمهورية يعينه وزير الدفاع..
3- أول رئيس جمهورية يقسم أمامه وزير الدفاع الذى قام بتعيينه..
4- أول رئيس جمهورية يجمع بين السلطة القضائية والتشريعية والتنفيذية..
5- أول رئيس محكمة دستورية يتولى منصبا بالمخالفة للدستور ونتيجة انتهاك الدستور..
6- أول رئيس مخابرات عامة يعين فى ظل إتهامه فى قضية فساد منظورة أمام المحاكم وبعد إقالته من آخر منصب رسمي له نتيجة هذه الإتهامات..
7- أول حامل لجائزة نوبل للسلام يوافق أن يكون واجهة لإنقلاب عسكري..
8- أول إنقلاب يتذرع بثورة شعبية عمرها 6 ساعات..بينما تستمر الثورة ضده 5 شهور..
9- أول حدث يعتبر أن التعبير عن الإرادة الشعبية بعد الرءوس فى الشوارع لا بصناديق الإقتراع..
10- أول اختطاف لرئيس جمهورية فى تاريخ مصر..
11- الإطاحة بأول رئيس مدني منتخب ديموقراطيا فى تاريخ مصر..
12- أول رئيس جمهورية لا يعرف الشعب والعالم شيئا عن مكانه لعدة شهور..
13- أول متهم فى قضية لا تعلم النيابة ولا المحكمة مكان احتجازه..
14- أول متهم فى قضية معروفة من قبل توليه..ويعلن القضاء نجاحه فى انتخابات الرئاسة ويقبل أن يؤدى القسم أمامه..كما أدى القسم أمام المتهم قادة الشرطة والجيش والمخابرات الذين اتهموه..
15- أول مذابح لمواطنين مصريين على أيدى الجيش المصري..
16- أول إشارة تعبر عن صمود الأحرار المصريين تنتشر فى العالم كله..
17- أول مرة تقتل فيها الشرطة المصرية طلاب جامعيين داخل الحرم الجامعي..
18- أول مرة يسجن فيها آلاف المواطنين بتهمة التحريض على العنف دون وجود جرائم عنف أو متهمين بالعنف..
19- لأول مرة يعتبر الإسرائيليون وزيرا مصريا للدفاع بطلا قوميا لليهود..
20- لأول مرة يتم الحكم بسجن شباب لمدة 17 سنة بتهمة التظاهر..
21- لأول مرة يتم الحكم على فتيات بالسجن لمدة 11 سنة لحمل بانرات وبالونات..
22- لأول مرة يقتل الجيش المصرى صحفيين مصريين عمدا..
23- لأول مرة يجمد الإتحاد الافريقى عضوية مصر..
24- لأول مرة يتم إغلاق قنوات تليفزيونية بدون أحكام قضائية..
25- لأول مرة يتم تسريب أحاديث بين وزير الدفاع وضباط القوات المسلحة..
26- لأول مرة يصف قائد القوات المسلحة المتحدث العسكرى بأنه جاذب للنساء..
27- لأول مرة تتواجد قوات الجيش فى المدارس فى أثناء العام الدراسي..
28- لأول مرة تقترض مصر أكثر من 400 مليار جنيه فى 5 أشهر..
29- أول إعجاب بشخصية عامة يكشف عن قوادة علنية لبعض فئات الشعب المصرى.. فتطلب احدى الصحفيات أن تكون ملك يمينه ويطلب أحد الشعراء أن تحبل النساء بنجمه ويعرض عليه مواطن مفتاح شقته وتطبع صوره على الملابس الداخلية النسائية..
30- لأول مرة تقوم القوات الأمنية المصرية بإحراق المساجد...
31- لأول مرة تغلق المساجد فى مصر ما بين الصلوات..
32- لأول مرة تصل نسبة الإشغال السياحى فى مصر إلى 1%..
33- لأول مرة تتوقف حركة القطارات فى مصر لمدة 4 شهور..

-

-
فضلا انشروا لإيقاظ النائمين أو الغافلين أو الجاهلين للسكاكين القادمة على رقابهم وأولادهم وأحفادهم
-
مواضيع هامة ذات صلة
ميدان التحرير (للحصريات) - أخبار ليل ونهار
-
و ماذا بعد أن اغتيلت الشرعية .الجزء الثالث - صفحة 47
-
و ماذا بعد أن اغتيلت الشرعية .الجزء الثالث - صفحة 46
-
ط§ط¶ط؛ط· ط¹ظ„ظ‰ ط§ظ„طµظˆط±ط© ظ„ط±ط¤ظٹطھظ‡ط§ ط¨ط§ظ„ط­ط¬ظ… ط§ظ„ط·ط¨ظٹط¹ظٹ
-
-

{هوامش على تاريخ الامامه في اليمن } بقلم :- زيد محمد حسين الفرح

$
0
0
{هوامش على تاريخ الامامه في اليمن } بقلم :- زيد محمد حسين الفرح
*في عام 284 هـ بايعت احد قبائل صعده الهادي يحي بن الحسين الرسي العلوي فاصبح إماما فى صعده فتصدى له الزعيم احمد بن عباد الخولانى زعيم قبائل الربيعه بن سعد بن خولان بصعده وبنوالحارث بن كعب زعمأ نجران وتواصلت الحرب في صعده الى عام 287 هـ ثم انسحب احمد بن عباد من صعده واستدعى بعض زعماء صنعاء الامام الهادي فدخل صنعاء عام 288 هـ فدارت معارك عنيفه فاضطر الهادي العوده الى صعده عام 289 هـ بعد ان تحطمت اماله واصبح الحفاظ على الحكم في صعده نفسها ونجران يتم وسط بحر من الدماء والخراب ..
*كان بنوخنفر ( في سرورحمير ) وبنوشهاب ( في صنعاء ) وبنوعباد الاكيلى الخولاني ( في صعده ) وبنوالدعام ( في بكيل / همدان ) وبنوطريق الكباري الحاشدي ( في حاشد ) وبنوالضحاك الحاشدي ( في ريده ) وبنوطريف الحكمي ( في عسير ) وبنوالحارث بن كعب ( في نجران ) وابو الفتوح الخولاني ( في خولان ) يمثلون الزعامه الوطنيه اليمنيه في ذلك العصر .. وقد سقط العشرات من بني خنفر وبني شهاب في المجزره التى قام بها الامام ابراهيم العلوي الجزار بصنعأ واخبارها مذكورة بالتفصيل في كتاب الاكليل ( جـ 2 ) وكان بينهم عدد من عمومة واقارب على بن الفضل .. اما بنو عباد فكان منهم { احمد بن عباد الاكيلي الخولاني } الذي تصدى للامام الهادي في صعده وحاربه عدة سنوات وله قصائد في الاكليل ( جـ 1 ) واما بنوشهاب فكانوا يتصدون للابناء ( الفرس ) بصنعأ وللعمال العباسيين الاعاجم ويمثلون زعامة ادبيه وفكريه وسياسيه للتيار الوطني
*وكان الواقع السياسي ممزق في اليمن وكانت الحروب تعصف باليمن – ( خاصة في محور صنعاء صعده ) بين اليعفريين والهادويين وآل الدعام وبني عباد الخولانيين وبني طريف وكان الصراع داخل صنعأ بين الابنأ ( الفرس ) واشياعهم وبين بني شهاب يكاد لا ينقطع وقد سجلته قصائد ومعارك في كتاب الاكليل .. وقد كان لتلك الحروب والصراعات او المنازعات تأثيراتها الخطيره على الواقع الاقتصادي وصل الى حد المجاعه في بعض الاحايين ، بينما كانت قلة من الزعامات والامراء تكتنز من الاموال ماقد {{ تنؤ بمفاتيحه العصبة اولوا القوه }} خاصة ابن ابى العلأ الاصبحي وجعفر المناخي وابن زياد والابنأ ( في صنعاء ) .. ناهيك عن الظلم والمظالم التى كان من نماذجها ان { جعفر المناخي قام بقطع ايدى ثلثمائة شخص من اهل عزلة دلال في بعدان } – ظلماً وعدواناً – وان الامام الهادي يحى بن الحسين كان يحرق المزارع والقرى ويقطع الاعناب ويهدم المآثر في صعده وصنعأ كما ينطق بذلك كتاب ( سيرة الهادي ) نفسه
*وقاد انصار عهد ابن الفضل حركات قويه شملت احداها كل مناطق سروحمير ورداع ( عام 324 هـ ) – ضد سلطة اسعد بن ابى يعفر المرتبط بالخلافه العباسيه المتعجمه يقول العلامه الامام يحى بن الحسين الهادوىّ في كتاب ( انباء الزمن ) حيث قال {{ لم يشتهر عن على بن الفضل واتباعه من اهل دولته شئ من إباحة المحرمات غير انه اعرض عن التجسس على اهل الفساد ولم يعاقب }} وقد علق القاضي العلامه المؤرخ محمد بن على الاكوع الحوالي على ما جأ في كتاب انبأ الزمن قائلاً انها :- {{ كلمة تبرئ ساحة على بن الفضل من الموبقات وما رموه به من فظائع }} [ ص 188 قرة العيون ] . وقد خاض بنو الدعام معاركاً ضد السلطه الهاديه في اعالى اليمن ، وكذلك { مسلم بن عباد الاكيلي الخولاني } في صعده ونجران ضد سلطة الناصر بن الامام الهادي في صعده .. وحين قام الامام الناصر بن الهادي بحبس لسان اليمن الحسن بن احمد الهمداني في صعده ( بسبب مواقفة الوطنيه ) تلاحمت زعامات محور نجران وصعده وحاشد وقضت على دولة الناصر وعهده في صعده عام 322 هـ قضت على القاسم بن الناصر ( 326 – 345 هـ )
*كانت الفتره التاليه في اليمن [ من حـ / عام 391 هـ الى 438 هـ ] فترة صراع على الحكم ودويلات كان اهمها :-
1 – دولة بني زياد في تهامه ( فقط ) وقد حكمها عبد الله بن اسحاق الزيادى الى عام 409 هـ ثم تولى حكمها مواليهم ( بنو نجاح ) في تهامه
2 – دولة بني معن الحميريين وكانت عاصمتها عدن وتشمل عدن ولحج وابين وحضرموت والشحر
3 – دولة الهادويين في صعده وكانت تمتد احياناً الى صنعأ وغيرها ثم تتراجع الى صعده.. وشهدت اضطرابات سياسيه وتنازع الحكم الهادويون وبنو الضحاك الحاشدي
4 – دولة بنى الضحاك الحاشدي وكان سلطانهم يشمل صنعأ تارة وينحسر تارة اخري وكانت عاصمتهم ريده وكان آخرهم { ابن ابى حاشد } وكان حكمه يشمل صنعاء مراراً
*وفي عام 439 هـ ( 1046 م ) اعلن الصليحي دعوته وبداية عهده في حصن جبل مسار – [ من نواحي صنعاء ] – وبذلك بدا عصر دولة اليمن الصليحيه فاصبح ثالث ثلاثة زعمأ حكام بارزين في قسم مخاليف صنعأ وصعده وهم ( الامام القاسم الرسي الهادوي ) – الذي كان يعتبر نفسه امام اليمن – والزعيم ابن ابى حاشد الضحاكي الحاشدي الهمداني – ابرز الحكام المتغلبين على صنعأ ونواحيها – والزعيم الوحدوي ( الجديد ) على بن محمد الصليحي الذي يصفه صاحب كتاب ثغر عدن بانه {{ كان الصليحي حازماً عازماً جواداً شجاعاً فصيحاً بليغاً شاعراً .. }} ومن شعر الصليحي انه لما ارسل اليه الامام الرسي الهادوي رسالة يتهدده ويتوعده فيها ، اجاب عليه الصليحي برسالة اختتمها قائلاً :-
{{ هذا اليقين وخيل الله مُقبلة * تخب في نقعها جرى السراحين
هناك لاتنفع الرسي ندامته * وعض ابهامه في الوقت والحين }}
وانتصر الصليحي انتصاراً ساحقاً على جيش الامام الرسي الهادوي .. ثم على جيش ابن ابي حاشد ومن معه ، ومال الكثيرون اليه .. وقال الصليحي [ بعد ان هزم الامام القاسم واسر ابنه جعفربن القاسم ] ؛ قال الصليحي :-
{{ أنكحت بيض الهند سُمرَ رماحهم * فرؤ وسهم عِوَض النثار نُثارُ
وكذا العُلىَ لايستباح نكاحها * إلا بحيث تُطلقُ الأعمارُ }} .
واقام الصليحي بمدينة صنعأ وارسى دعائم الدوله والعهد الجديد في مخاليف صنعأ .
*في عام 532هـ ( 1137م ) توفت الملكه السيده اروى بنت احمد الصليحي عن عمر ناهز الثمانية والثمانين عاماً ، وكان قد ساد البلاد نوعاً من الحكم اللامركزي الواسع وبات النواب ملوكاً على المناطق التى تحت حكمهم فتفككت الدوله وفي ذلك العهد ( عام 545 هـ ) ظهر الامام الهادوي احمد بن سليمان ( الرسي ) بصعده وجهاتها وغزا الى صنعأ فحاربه السلطان { حاتم الهمداني } والحق به هزائماً ساحقه وكانت بينهما محاورات واشعار وحروب مبسوطة في كتب التاريخ .. ولما مات السلطان حاتم ( عام 550 هـ ) تولى ابنه السلطان {{ على بن حاتم الهمداني }} وكان ملكاً زعيماً وقائداً شجاعاً ، ومن اعلام اليمن في ذلك العهد الامير العالم نشوان بن سعيد الحميري مؤلف كتاب { شمس العلوم دواء كلام العرب من الكلوم } وكتاب ( الحور العين ) والقصيده التاريخيه النشوانيه .. وقد تصدى نشوان للهادويه وامامهم { احمد بن سليمان / المتوفى عام 566 هـ } وكان نشوان يحمل لوأ الوطنيه الحميريه القحطانيه وله اشعار وقصائد ومآثر كثيره .. وتوفى نشوان عام 573 هجريه .
*وكان قدم من مصر الى اليمن اخو صلاح الدين الايوبي تورانشاه بن أيوب وبذلك بدا عصر ولاية اليمن الايوبيه – كما ذكر ابن خلكان – {{ في شهر رجب عام 569هـ }} .. وقد دخل ( زبيد ) وقضى على دولة آل مهدي في ( 9 شوال 569 هـ ) ثم سار الى المعافر والجند ودخل ( عدن) في ذي القعده 569 هـ ثم سار الى ذمار زدخل صنعا في محرم عام 570 هجريه فشمل حكمه اغلب اليمن .. اخذ الضعف يدب في جسم دوله اليمن الفتيه بحيث {{ استولى على ظفار وبلاد حضرموت احمد بن محمد الحبوضي الحميري }} وظهر في صعده ونواحيها الامام عبد الله بن حمزه الهادوي فاشعل الفتن والحروب وامتد نفوذه الى بعض مخاليف صنعاء فحاربه وهزمه المعز اسماعيل – والى اليمن – عام 597 هـ فانسحب الى نواحي صعده واستمر في إثارة الفتن وقام بالفتك بالفرقه المطرفيه المعتزليه وكان متعصباً .. وهزم جيش ابن حمزه هزيمة عجيبه [ ص 27 جـ 13 / البدايه والنهايه ] . .. كانت اليمن قد شهدت في ذلك الزمان قيام ( الامام ) عبد الله بن حمزه ( الهادوي ) في جهات مخالف صنعأ ( 583 – 614هـ ) وهو الذي ضرب جماعة ( المطرفيه / المعتزله ) وقتل الالوف من افرادها وله اقوال وقصيدة مشهوره في عدم جواز الحكم إلا في العلويين وان اى يمني مهما بلغت مكانته وعلومه لا يحق له ان يتولى الحكم واثناء نيابة عمر بن على بن رسول لليمن ( 620 – 624هـ ) كان قد قام بدعوى الاءمامه الهاديه في جهات مخاليف صنعأ { الامام } محمد بن عبد الله بن حمزه وكانت حركته قد استفحلت فقاد عمر بن على بن رسول عدة وقائع كان اشهرها موقعة عصر – [ في ضواحي مدينة صنعأ ] – عام 623هـ حيث انهزم ( الامام ) محمد عبد الله حمزه واتباعه هزيمة ساحقه ولاذ بالفرار الى جهات ثلا وغيرها ، فكتب اليه ( الشيخ ) علوان بن بشر بن حاتم الهمداني قصيدة قال فيها للامام المهزوم :-
فان جموعكم طارت شعاعاً * ولما تخش عاقبة الملام
وولت غير كاسبة ثناءً * فراراً ، لم تكر ولم تحام
.. فان تقبل نصيحة ذي وداد * فان النصح من شيم الكرام
اتيتم طائعين الى مليك * شريف النفس ذي مِنن جسامِ
يقول ابن خلدون {{ وجمع الامام محمد بن عبد الله بن حمزه جموعاً كثيره لغزو صنعاء عام 612 هـ فخاف المسعود بن الكامل وهو يومئذ صاحب اليمن ، واشار امير الجيوش عمر بن على بن رسول بمعاجلته قبل يمك الحصون ، ثم اختلف اصحاب محمد بن عبد الله بن حمزه ولقيه المسعود – وابن رسول – فهزموه }} [ تاريخ ابن خلدون – ص 334 جـ5 ] وقد مدحه الاديب اليمنى الشاعر ابو بكر العندي بقصيدة طويله مطلعها :-
اعساكراً سَيّرتها وجنودا * أم انْجُماً اطلعتهن سُعُودا
ام تلك اقدارُ الاله ونصره * رفعت عليك لوأها المعقودا
واخذ نجم المنصور بن عمر بن على بن رسول في الصعود
*في يوم الاثنين 14 جماد الاول عام 626 هجريه ( 1229م ) قامت اعظم دولة يمنية بعد الاسلام وهي دولة اليمن الرسوليه الغسانيه بزعامة الملك المنصور عمر بن على بن رسول الجفني الغساني اليعربي القحطاني الذي قال الشاعر محمد بن حمير الهمداني واصفاً اياه وداعياً اليه :-
{{ .. مِيلوا الى المنصور لا تتحدثوا * عن برمك وابى عدى الطائى
نادوا ابا الفتح الذي فتحت له * عدن الدعاة ومكة البطحاء
.. ذا ثالث العُمرين ، هذا ثالث * القمرين ، هذا اعظم العظماء }}
وكان المنصور سُنياّ على مذهب ( ابى حنيفه ) ثم تحول الى المذهب الشافعي دون تعصب لاى مذهب ، وربما كان يدعو الى التقريب بين المذاهب ، ولم يتعرض لاتباع الذاهب الزيديه والهادويه والاسماعيليه في اليمن بل كان يحرم الجميع ويُولى منهم عمالاً ونواباً ومنهم العالم الزيدي يحى بن حمزه الذي ولاه المنصور على مناطق من حجه واقرّه عليها .. وفى اطار ترسيخ الدوله المركزيه انتهج المنصور سياسة ان تكون الحصون الهامه بيد الدوله فكان يشترى الحصون الجبليه المنيعه في ارجأ اليمن باثمان باهضه من الذين تلك الحصون بيدهم ( مثل حصون حجه وغيرها من مخاليف صنعأ والجوف وصعده وذمار واب وغيرها ) وكان بعض من بيدهم الحصون يرفضون تسليمها للدوله مما يؤدي الى معركه تنتهى بتسليم الحصن ومرابطة قوة من الدوله فيها والعفو عن صاحب الحصن وتعويضه باموال كثيره ، وكان من الحصون التى اشتراها المنصور {{ حصن ينبع بالحجاز }} كما قام المنصور ببنأ حصون كثيره في مخاليف صنعا ومكه وغيرها .. وفي عام 628هـ وصل المنصور الى مدينة صنعأ فاقام بها واستدعى الزعامات القبليه والدينيه بمخاليف صنعأ بما في ذلك الزعامات الزيديه والهادويه – [ امثال يحى بن حمزه ، واحمد بن عبد الله بن حمزه – [ شقيق الامام السالف ] – وداوود بن عبد الله بن حمزه ] – فاعلنوا الدخول في طاعته وبايعوه ، وقام بتولية العمال في مخاليف صنعأ الى صعده ونجران وغيرها .. زعزعوا مُدعى الامامه المهدي احمد بن الحسين واتباعه المتمردين من الهادويه الذين الامن والاستقرار بين صعده وجهات صنعأ فامر المظفر نائب صنعأ اسد الدين الرسولى والامير احمد بن عبد الله بن حمزه الزيدي بمطاردتهم الى ان سقط المهدي صريعاً فينا بعد ... ورفرفت رايات الدوله في ربوع اليمن من اقاصي حضرموت والشحر – شرقاً – الى تخوم مكه شمالاً . ووجه الحملات لمطاردة ( الامام ) المهدى واتباعه المتمردين في جهات الجوف وصعده حيث {{ امد المظفر الامير احمد بن عبد الله بن حمزه بمائة الف درهم مظفريه }} - [ س 655 / غاية الاماني ] – {وقد عاصر المنصور الشاعر القاسم بن على بن هتيمل } ثاني الشعراء الكبار في العصر الرسولي وقد قام الشاعر القاسم علي بن هتيمل بمدح الامام المهدي احمد بن الحسين الذي ادعى الاءمامه وتمرد على الدوله ومدح قاسم بن على الذروي الذي خرج على الدوله وحارب نائب المظفر في المخلاف السليماني محمد بن ابراهيم ، ثم ايقن ابن اهتيمل ان بن على الذروي والامام المهدي ليسوا سوى متمردين مفسدين في الارض فقال يمدح محمد بن ابراهيم عامل المظفر في المخلاف السليمانى بالانتصار الساحق على الذروي :-
علم المظفر فيك ليث خفية * ورآك تُصلح كل امر يفسد
فرمى بك الثغر المخزف ، واهله * هلكى النفوس قريبهم والابعد
انقذت امة احمد من غمرة * يجزيك عنها في القيامة احمد
وفى شوال عام 652هـ كان المظفر في زبيد فوصل اليه {{ داوود بن عبد الله بن حمزه في جماعة الحمزيين .. فاعطاهم المظفر من الاموال والخيول مالاينحصر }} [ ص 441 غاية الاماني ] [ ذكر الخزرجى في كتاب العقود اللؤلويه انبأ التمردات في عهد المظفر بالتفصيل وقد انتهت جميعها بالاحتواء والفشل وهو ما نكتفى بالاشارة اليه هنا .. فقد دام عهد المظفر نحو نصف قرن وشمل سلطانه كل ربوع اليمن الطبيعيه بمساحتها الشاسعه لذلك فان وقوع تمردات شئ طبيعي وفشلها يدل على قوة الدوله المركزيه في ذلك العهد المجيد . ] .. وكانت عشرون سنه قد مرت على قيام دولة اليمن الرسوليه بزعامة المنصور حين بدأت عملية تمرد هادويه بقيادة ( الامام ) المهدى احمد بن الحسين في بعض مخاليف صنعاء فقاد المنصور بنفسه عدة وقعات ضد المتمردين الهادويين بجهات مخاليف صنعاء عام 647هـ ولكن المؤامره لاءسقاط الدوله كانت اكبر من ذلك ومتعددة الاطراف .. فاثناء زيارة الملك المنصور لمدينة زبيد ( 9 ذي القعده 647هـ ) قام مجموعة من المماليك بقتله فاستشهد وحين مات المظفر بعد عهده الطويل الذي دام زهأ نصف قرن ( 47 سنه ) قال اشد خصومه وهو ( الامام ) المطهر بن يحى الهادوي {{ مات تُبع الاصغر ، مات معاوية الزمان ، مات الذي كانت اقلامه تكسر الرماح }}
و تحركت الطموحات والمطامع لتمزيق وحدة البلاد والدولة اليمنيه الفتيه .. حيث قام بتجديد ادعأ الامامه ( الامام المهدي ) احمد بن الحسين الهادوي في الجوف وحاصر صعده .. فتحمل شمس الدين يوسف بن المنصور مسئولية انقاذ البلاد وتلقب بالملك المظفر وبويع في مدينة المهجم ( 13 ذي القعده 647هـ ) وكان عمره آنذاك 27 سنه .. فاخذ القلم وكتب الى العديد من الامرأ النواب ورؤسأ القبائل فاجتمع اليه عسكر وقبائل انطلق على راسهم وكتب الى من فيها يستميلهم ويعفوعنهم فاستجابوا له ودخل البلاد فاشرق الامل فى النفوس الوطنيه .. وقال الشاعر ابوبكر بن دعاس قصيدة مطلعها :-
إن غاب نور الُملك عن اُفق العلا * فانظر ضيأ الشمس قد ملأ الملأ
او كان جفن الدهر أمسى ارمدا * فاليوم اصبح بالمظفر اكحلا
وقام المظفر بتولية الاشرف اميراً نائباً لصنعأ ومخاليفها ( عام 684 ) حيث دخل وسار الاشرف صنعاء الى ( ذيفان ) والى ( الظاهر ) – بنواحى صعده – وامر بعمارة ( الكوله ) – حصن في صعدة – واستعمل عليها الامير ( على عبد الله الحمزي ) وفي ذلك العام ( 684 ) تم {{ سَكَ الدرهم المظفري بصعده }} وقام الاشرف بضبط وتنظيم الامور في جهات صعده كما سار الى مناطق حجه وقام بضبط وتنظيم الامور في حجه وحصونها وعاد الى صنعاء .. وفي عام 685هـ صالح الاشرف المطهر بن يحى ( الذي ادعى الامامه ) فدخل المطهر واتباعه فى طاعة الدوله .. واستمر الاشرف اميراً نائباً لصنعأ ومخاليفها الى عام 687 هجريه ثم سار الاشرف الى حضرة ابيه الملك المظفر بمدينة تعز وعاد الى نيابة المهجم ( تهامه ) بينما تولى اخوه المؤيد صنعأ ومخاليفها ( 687هـ - 693هـ ) وكانت جبال حجه وصعده مكاناً مناسباً لقيام حركات معارضه بين فترة واخرى فكان المويد يواجهها بالحزم والاصرار على فرض سلطة وهيبة الدوله منذ كان المؤيد يتولى نيابته صنعاء سنة 692م لانه لما اصبح المؤيد بن المظفر نائباً لصنعاء بدلان عن اخيه الاشرف ( 687 – 693 هـ ) خرج ( الامام ) المطهر بن يحي على الدوله وتمركز اتباعه في ( جبل اللوذ ) بالجوف ، وكان المؤيد بن المظفر فارساً شجاعاً فسار بنفسه مع كوكبة من الفرسان الى ( تنعيم ) في جبال اللوذ بالجوف حيث المطهر واصحابه فهزمهم وقبض على اغلبهم بينما تمكن المطهر من الهرب ، الذين يسميه الهادويون ( المظلل بالغمامه ) فيقول الهادويون {{ ان الله ارسل سحاباً كثيفاً التصق بالارض ، واخفى المطهر عن المؤيد ، فتمكن المطهر ومن معه من النجاة ، وسمى لذلك بالمظلل بالغمامه }} [ ص 50 / بلوغ المرام ]
وفي سنة 692 هجريه {{ حصلت الوحشه بين المؤيد بن المظفر – نائب صنعاء - و على بن عبد الله بن حمزه - عامل صعده ونواحيها – فكاتب على بن عبد الله بن حمزه ( الامام ) المطهر بن يحي – ( الذي كان هارباً في مايلى الجوف من جهات الربع الخالي – فوصل المطهر الى جهات صعده .. وجمع له على بن عبد الله بن حمزه جمعاً كبيراً فسيطروا على بعض جهات صعده وتمركزوا في جبل ومنطقة ( الظاهر ) بصعده }} وبذلك بات على عبد الله حمزه من اقطاب المعارضين ، وكتب واياهم شعراً الى المؤيد بن المظفر في صنعاء ، منه البيتان التاليان :-
تنح عن الدست الذي انت صدره * وعد عن الملك الذي حزته غصبا
.. ساجلبها شعثاً إليك شوازباً * مضمرة جرداً مطهمةً قبا
فاجاب المؤيد بن المظفر بابيات منها قوله :-
رويدك لاتعجل فما أنت بعلها * سيأتيك فتاك يعلمك الضربا
فاءن كنت ذا عزم فلاتك هارباً * كعادة من قد صرت من بعده عقبا
وسائل جبال اللوذ عني وعنكم * فأفضلكم ولى ، وخلفكم نهبا
فعاملتكم بالصفح إذ هو شيمتى * وما انتم تعفون عن واقع ذنبا
وانطلق المؤيد من صنعاء في الف فارس وعشرة الاف راجل الى منطقة الظاهر في صعده وهزمهم في ( ماجل الصعدي وقام بضبط الامور وتثبيت سلطة الدوله في صعده ومايليها ، وهرب ( المطهر ) وعاد ( على عبد الله حمزه ) الى طاعة الدوله ، ثم قام الملك المظفر بتعيين الاشرف عمر اميراً لصنعاء مرة ثانيه – 693 هـ وقد استأ المؤيد لقيام والده الملك المظفر باستدعائه من صنعأ وتولية الشرف على صنعاء عام 693هـ -[ وكان سبب ذلك ان المؤيد افرط فى استعمال القوه لاخماد تمرد قام به نائب صعده الامير على بن عبد الله الحمزي الذي خرج عن الطاعه واستدعى ( الامام ) المطهر بن يحي ومن اليها من الاشراف والهادويه عام 692هـ ]- فلما تولى الاشرف صنعأ ومخاليفها بدلاً عن المؤيد عام 693هـ عاد (على بن عبد الله الحمزي ) الى الطاعه وعفا الاشف عن ( الامام ) المطهر واتباعه فاستحسن الملك المظفر وفريق من الناس سياسة الاشرف ... وقد قام المظفر بنقل المؤيد من صنعاء وتعيينه اميراً للشحر ( حضرموت والمهره ) تمهيداً لاستخلاف الاشرف الذي كان اكبر واعلم من المؤيد بينما كان المؤيد هو الاقوى والاشجع ، فلما مات المظفر وتم تمليك الاشرف في 13 رمضان 694هـ قاد واعلن المؤيد المعارضه ضد اخيه الاشرف فانضوت المهره وحضرموت وابين وعدن ولحج تحت راية المؤيد في ذي الحجه 694 هجريه وتمركز في منطقة ( الراحه ) قي لحج استعداد للتقدم الى تعز ..
آ نذاك كان على عبد الله حمزه قد اصبح من ابرز امراء وقادة الدوله فتولى قيادة الجيش الذي ارسله الملك الاشرف من تعز بمعية الناصر بن الاشرف – في محرم 695هـ لمواجهة المعارضه التى يقودها المؤيد ، ومالبث ان استسلم المؤيد ، فسيق الى الاشرف بمدينه تعز ، فأمر الاشرف بايقافه وحبسه في حصن تعز ( قلعة القاهره ) ، فكتب المؤيد من الحبس ( قلعة القاهره ) الى على عبد الله بن حمزه البيت التالى :-
ستعلم ليلى اى دين تداينت _ وأى غريم في التقاضى غريمها
فاجاب على عبد الله حمزه بالبيت التالى :-
تخيرت من نعمان عود أراكة _ لهند ، ولكن ما يبلغه هندا
ثم مالبث الموقف ان انقلب فقد مات الاشرف بن المظفر في 7 محرم 696هـ وقرر رجال الدوله تمليك المؤيد فتم احضاره من الحبس ( قلعة القاهره ) وتسنم سدة العرش الغساني في ثعبات بتعز ، فانتقل على بن عبد الله بن حمزه الى المعارضه وتغلب على حصن ( منقاع ) وبعض الحصون التى كان يتولاها في جهات حجه وصعده عام 698هـ وكان المؤيد بصنعاء فسار منها وتسلم صعده وحصونها وحاصر حصن ( منقاع ) فسعى الوزير موفق الدين في الصلح فعاد المؤيد الى صنعاء ومعه ادريس بن على بن عبد الله حمزه ثم وصل ابوه الى صنعاء فاعلن الطاعه وقام بتسليم حصون المنقاع واللجام ونعمان وصعده فاستلمها العمال الجدد وابقى المؤيد بعض الحصون بيد الامير على عبد الله الحمزي – عاملاً عليها - وسلم مابيده من الاسلاحه ، فعفا المؤيد عنه واكرمه بالمال والعطاء ، وجعله مع ابنه ادريس نائبين له في حصنى ( منقاع وذيفان ) واعمالها فكان إشراك المعارضه في شئ من السلطة والثروه عاملاً رئيسيا في عودتها الى صف الدوله واستقرار الامور في ذلك العصر ، ولما مات على عبد الله حمزه سنة 699هـ جعل المؤيد ابنه ادريس بن على عبد الله من ابرز رجال وامراء الدوله وتسلم ماكان متبقياً بيد الامير من الحصون بجهات حجه وصعده الى عمال المؤيد ، ومنح المؤيد الامير ادريس بن على الحمزي العطايا الوافره وولاه منطقة القمحه – بتهامه – فاصبح ادريس من خيرة نواب الملك المؤيد ومن اكثرهم اخلاصاً .
وفي وقت لاحق حصل اضطراب في جهات صعده وحجه بسبب موت وتغيير بعض النواب وقام { محمد بن المطهر } بادعاء الامامه ، فعاد المؤيد الى صنعاء ( عام 708هـ ) وبعث الامير عباس بن محمد الى جهات حجه وصعده ثم اردفه بالامير ادريس الحمزي فاذعنت الغالبية للطاعه ثم حوصر { محمد بن المطهر } في منطقه من حجه وطلب الصلح والدخول فى طاعه ( عام 711هـ ) فاستجاب نائب صنعاء { المظفر حسن بن المؤيد } الى ذلك وقام المؤيد بتولية محمد بن المطهر على بعض مناطق حجه ( الشرف والحبر ) ومنحه 3000 دينار فانتهت تلك المشكله .. فباستثناء تلك الحوادث الطفيفه التى تؤكد قوة الدوله المركزيه فقد ساد الهدؤ والاستقرار كل ارجأ اليمن الطبيعيه فى عهد المؤيد الذي {{ كانت ايامه احسن الايام }}
يتبع في الحلقه القادمه
( والله الموفق )
*زيد محمد حسين الفرح* zeadalfreh@yahoo.com هاتف سيار 733056106 { الجمهورية اليمنية - وزارة الثقافة – صندوق التراث والتنمية الثقافية - منتدى المؤرخ محمد حسين الفرح }

{هوامش على تاريخ الامامه في اليمن } بقلم :- زيد محمد حسين الفرح

$
0
0
{هوامش على تاريخ الامامه في اليمن } بقلم :- زيد محمد حسين الفرح
*في عام 284 هـ بايعت احد قبائل صعده الهادي يحي بن الحسين الرسي العلوي فاصبح إماما فى صعده فتصدى له الزعيم احمد بن عباد الخولانى زعيم قبائل الربيعه بن سعد بن خولان بصعده وبنوالحارث بن كعب زعمأ نجران وتواصلت الحرب في صعده الى عام 287 هـ ثم انسحب احمد بن عباد من صعده واستدعى بعض زعماء صنعاء الامام الهادي فدخل صنعاء عام 288 هـ فدارت معارك عنيفه فاضطر الهادي العوده الى صعده عام 289 هـ بعد ان تحطمت اماله واصبح الحفاظ على الحكم في صعده نفسها ونجران يتم وسط بحر من الدماء والخراب ..
*كان بنوخنفر ( في سرورحمير ) وبنوشهاب ( في صنعاء ) وبنوعباد الاكيلى الخولاني ( في صعده ) وبنوالدعام ( في بكيل / همدان ) وبنوطريق الكباري الحاشدي ( في حاشد ) وبنوالضحاك الحاشدي ( في ريده ) وبنوطريف الحكمي ( في عسير ) وبنوالحارث بن كعب ( في نجران ) وابو الفتوح الخولاني ( في خولان ) يمثلون الزعامه الوطنيه اليمنيه في ذلك العصر .. وقد سقط العشرات من بني خنفر وبني شهاب في المجزره التى قام بها الامام ابراهيم العلوي الجزار بصنعأ واخبارها مذكورة بالتفصيل في كتاب الاكليل ( جـ 2 ) وكان بينهم عدد من عمومة واقارب على بن الفضل .. اما بنو عباد فكان منهم { احمد بن عباد الاكيلي الخولاني } الذي تصدى للامام الهادي في صعده وحاربه عدة سنوات وله قصائد في الاكليل ( جـ 1 ) واما بنوشهاب فكانوا يتصدون للابناء ( الفرس ) بصنعأ وللعمال العباسيين الاعاجم ويمثلون زعامة ادبيه وفكريه وسياسيه للتيار الوطني
*وكان الواقع السياسي ممزق في اليمن وكانت الحروب تعصف باليمن – ( خاصة في محور صنعاء صعده ) بين اليعفريين والهادويين وآل الدعام وبني عباد الخولانيين وبني طريف وكان الصراع داخل صنعأ بين الابنأ ( الفرس ) واشياعهم وبين بني شهاب يكاد لا ينقطع وقد سجلته قصائد ومعارك في كتاب الاكليل .. وقد كان لتلك الحروب والصراعات او المنازعات تأثيراتها الخطيره على الواقع الاقتصادي وصل الى حد المجاعه في بعض الاحايين ، بينما كانت قلة من الزعامات والامراء تكتنز من الاموال ماقد {{ تنؤ بمفاتيحه العصبة اولوا القوه }} خاصة ابن ابى العلأ الاصبحي وجعفر المناخي وابن زياد والابنأ ( في صنعاء ) .. ناهيك عن الظلم والمظالم التى كان من نماذجها ان { جعفر المناخي قام بقطع ايدى ثلثمائة شخص من اهل عزلة دلال في بعدان } – ظلماً وعدواناً – وان الامام الهادي يحى بن الحسين كان يحرق المزارع والقرى ويقطع الاعناب ويهدم المآثر في صعده وصنعأ كما ينطق بذلك كتاب ( سيرة الهادي ) نفسه
*وقاد انصار عهد ابن الفضل حركات قويه شملت احداها كل مناطق سروحمير ورداع ( عام 324 هـ ) – ضد سلطة اسعد بن ابى يعفر المرتبط بالخلافه العباسيه المتعجمه يقول العلامه الامام يحى بن الحسين الهادوىّ في كتاب ( انباء الزمن ) حيث قال {{ لم يشتهر عن على بن الفضل واتباعه من اهل دولته شئ من إباحة المحرمات غير انه اعرض عن التجسس على اهل الفساد ولم يعاقب }} وقد علق القاضي العلامه المؤرخ محمد بن على الاكوع الحوالي على ما جأ في كتاب انبأ الزمن قائلاً انها :- {{ كلمة تبرئ ساحة على بن الفضل من الموبقات وما رموه به من فظائع }} [ ص 188 قرة العيون ] . وقد خاض بنو الدعام معاركاً ضد السلطه الهاديه في اعالى اليمن ، وكذلك { مسلم بن عباد الاكيلي الخولاني } في صعده ونجران ضد سلطة الناصر بن الامام الهادي في صعده .. وحين قام الامام الناصر بن الهادي بحبس لسان اليمن الحسن بن احمد الهمداني في صعده ( بسبب مواقفة الوطنيه ) تلاحمت زعامات محور نجران وصعده وحاشد وقضت على دولة الناصر وعهده في صعده عام 322 هـ قضت على القاسم بن الناصر ( 326 – 345 هـ )
*كانت الفتره التاليه في اليمن [ من حـ / عام 391 هـ الى 438 هـ ] فترة صراع على الحكم ودويلات كان اهمها :-
1 – دولة بني زياد في تهامه ( فقط ) وقد حكمها عبد الله بن اسحاق الزيادى الى عام 409 هـ ثم تولى حكمها مواليهم ( بنو نجاح ) في تهامه
2 – دولة بني معن الحميريين وكانت عاصمتها عدن وتشمل عدن ولحج وابين وحضرموت والشحر
3 – دولة الهادويين في صعده وكانت تمتد احياناً الى صنعأ وغيرها ثم تتراجع الى صعده.. وشهدت اضطرابات سياسيه وتنازع الحكم الهادويون وبنو الضحاك الحاشدي
4 – دولة بنى الضحاك الحاشدي وكان سلطانهم يشمل صنعأ تارة وينحسر تارة اخري وكانت عاصمتهم ريده وكان آخرهم { ابن ابى حاشد } وكان حكمه يشمل صنعاء مراراً
*وفي عام 439 هـ ( 1046 م ) اعلن الصليحي دعوته وبداية عهده في حصن جبل مسار – [ من نواحي صنعاء ] – وبذلك بدا عصر دولة اليمن الصليحيه فاصبح ثالث ثلاثة زعمأ حكام بارزين في قسم مخاليف صنعأ وصعده وهم ( الامام القاسم الرسي الهادوي ) – الذي كان يعتبر نفسه امام اليمن – والزعيم ابن ابى حاشد الضحاكي الحاشدي الهمداني – ابرز الحكام المتغلبين على صنعأ ونواحيها – والزعيم الوحدوي ( الجديد ) على بن محمد الصليحي الذي يصفه صاحب كتاب ثغر عدن بانه {{ كان الصليحي حازماً عازماً جواداً شجاعاً فصيحاً بليغاً شاعراً .. }} ومن شعر الصليحي انه لما ارسل اليه الامام الرسي الهادوي رسالة يتهدده ويتوعده فيها ، اجاب عليه الصليحي برسالة اختتمها قائلاً :-
{{ هذا اليقين وخيل الله مُقبلة * تخب في نقعها جرى السراحين
هناك لاتنفع الرسي ندامته * وعض ابهامه في الوقت والحين }}
وانتصر الصليحي انتصاراً ساحقاً على جيش الامام الرسي الهادوي .. ثم على جيش ابن ابي حاشد ومن معه ، ومال الكثيرون اليه .. وقال الصليحي [ بعد ان هزم الامام القاسم واسر ابنه جعفربن القاسم ] ؛ قال الصليحي :-
{{ أنكحت بيض الهند سُمرَ رماحهم * فرؤ وسهم عِوَض النثار نُثارُ
وكذا العُلىَ لايستباح نكاحها * إلا بحيث تُطلقُ الأعمارُ }} .
واقام الصليحي بمدينة صنعأ وارسى دعائم الدوله والعهد الجديد في مخاليف صنعأ .
*وفي عام 532هـ ( 1137م ) توفت الملكه السيده اروى بنت احمد الصليحي عن عمر ناهز الثمانية والثمانين عاماً ، وكان قد ساد البلاد نوعاً من الحكم اللامركزي الواسع وبات النواب ملوكاً على المناطق التى تحت حكمهم فتفككت الدوله وفي ذلك العهد ( عام 545 هـ ) ظهر الامام الهادوي احمد بن سليمان ( الرسي ) بصعده وجهاتها وغزا الى صنعأ فحاربه السلطان { حاتم الهمداني } والحق به هزائماً ساحقه وكانت بينهما محاورات واشعار وحروب مبسوطة في كتب التاريخ .. ولما مات السلطان حاتم ( عام 550 هـ ) تولى ابنه السلطان {{ على بن حاتم الهمداني }} وكان ملكاً زعيماً وقائداً شجاعاً ، ومن اعلام اليمن في ذلك العهد الامير العالم نشوان بن سعيد الحميري مؤلف كتاب { شمس العلوم دواء كلام العرب من الكلوم } وكتاب ( الحور العين ) والقصيده التاريخيه النشوانيه .. وقد تصدى نشوان للهادويه وامامهم { احمد بن سليمان / المتوفى عام 566 هـ } وكان نشوان يحمل لوأ الوطنيه الحميريه القحطانيه وله اشعار وقصائد ومآثر كثيره .. وتوفى نشوان عام 573 هجريه .
*وبعد تلك الفتره كان قدم من مصر الى اليمن اخو صلاح الدين الايوبي تورانشاه بن أيوب وبذلك بدا عصر ولاية اليمن الايوبيه – كما ذكر ابن خلكان – {{ في شهر رجب عام 569هـ }} .. وقد دخل ( زبيد ) وقضى على دولة آل مهدي في ( 9 شوال 569 هـ ) ثم سار الى المعافر والجند ودخل ( عدن) في ذي القعده 569 هـ ثم سار الى ذمار زدخل صنعا في محرم عام 570 هجريه فشمل حكمه اغلب اليمن .. ثم اخذ الضعف يدب في جسم دوله اليمن الفتيه بحيث {{ استولى على ظفار وبلاد حضرموت احمد بن محمد الحبوضي الحميري }} وظهر في صعده ونواحيها الامام عبد الله بن حمزه الهادوي فاشعل الفتن والحروب وامتد نفوذه الى بعض مخاليف صنعاء فحاربه وهزمه المعز اسماعيل – والى اليمن – عام 597 هـ فانسحب الى نواحي صعده واستمر في إثارة الفتن وقام بالفتك بالفرقه المطرفيه المعتزليه وكان متعصباً .. وهزم جيش ابن حمزه هزيمة عجيبه [ ص 27 جـ 13 / البدايه والنهايه ] . .. ثم كانت اليمن قد شهدت في ذلك الزمان قيام ( الامام ) عبد الله بن حمزه ( الهادوي ) في جهات مخالف صنعأ ( 583 – 614هـ ) وهو الذي ضرب جماعة ( المطرفيه / المعتزله ) وقتل الالوف من افرادها وله اقوال وقصيدة مشهوره في عدم جواز الحكم إلا في العلويين وان اى يمني مهما بلغت مكانته وعلومه لا يحق له ان يتولى الحكم واثناء نيابة عمر بن على بن رسول لليمن ( 620 – 624هـ ) كان قد قام بدعوى الاءمامه الهاديه في جهات مخاليف صنعأ { الامام } محمد بن عبد الله بن حمزه وكانت حركته قد استفحلت فقاد عمر بن على بن رسول عدة وقائع كان اشهرها موقعة عصر – [ في ضواحي مدينة صنعأ ] – عام 623هـ حيث انهزم ( الامام ) محمد عبد الله حمزه واتباعه هزيمة ساحقه ولاذ بالفرار الى جهات ثلا وغيرها ، فكتب اليه ( الشيخ ) علوان بن بشر بن حاتم الهمداني قصيدة قال فيها للامام المهزوم :-
فان جموعكم طارت شعاعاً * ولما تخش عاقبة الملام
وولت غير كاسبة ثناءً * فراراً ، لم تكر ولم تحام
.. فان تقبل نصيحة ذي وداد * فان النصح من شيم الكرام
اتيتم طائعين الى مليك * شريف النفس ذي مِنن جسامِ
يقول ابن خلدون {{ وجمع الامام محمد بن عبد الله بن حمزه جموعاً كثيره لغزو صنعاء عام 612 هـ فخاف المسعود بن الكامل وهو يومئذ صاحب اليمن ، واشار امير الجيوش عمر بن على بن رسول بمعاجلته قبل يمك الحصون ، ثم اختلف اصحاب محمد بن عبد الله بن حمزه ولقيه المسعود – وابن رسول – فهزموه }} [ تاريخ ابن خلدون – ص 334 جـ5 ] وقد مدحه الاديب اليمنى الشاعر ابو بكر العندي بقصيدة طويله مطلعها :-
اعساكراً سَيّرتها وجنودا * أم انْجُماً اطلعتهن سُعُودا
ام تلك اقدارُ الاله ونصره * رفعت عليك لوأها المعقودا
واخذ نجم المنصور بن عمر بن على بن رسول في الصعود
*وفي يوم الاثنين 14 جماد الاول عام 626 هجريه ( 1229م ) قامت اعظم دولة يمنية بعد الاسلام وهي دولة اليمن الرسوليه الغسانيه بزعامة الملك المنصور عمر بن على بن رسول الجفني الغساني اليعربي القحطاني الذي قال الشاعر محمد بن حمير الهمداني واصفاً اياه وداعياً اليه :-
{{ .. مِيلوا الى المنصور لا تتحدثوا * عن برمك وابى عدى الطائى
نادوا ابا الفتح الذي فتحت له * عدن الدعاة ومكة البطحاء
.. ذا ثالث العُمرين ، هذا ثالث * القمرين ، هذا اعظم العظماء }}
وكان المنصور سُنياّ على مذهب ( ابى حنيفه ) ثم تحول الى المذهب الشافعي دون تعصب لاى مذهب ، وربما كان يدعو الى التقريب بين المذاهب ، ولم يتعرض لاتباع المذاهب الزيديه والهادويه والاسماعيليه في اليمن بل كان يحرم الجميع ويُولى منهم عمالاً ونواباً ومنهم العالم الزيدي يحى بن حمزه الذي ولاه المنصور على مناطق من حجه واقرّه عليها .. وفى اطار ترسيخ الدوله المركزيه انتهج المنصور سياسة ان تكون الحصون الهامه بيد الدوله فكان يشترى الحصون الجبليه المنيعه في ارجأ اليمن باثمان باهضه من الذين تلك الحصون بيدهم ( مثل حصون حجه وغيرها من مخاليف صنعأ والجوف وصعده وذمار واب وغيرها ) وكان بعض من بيدهم الحصون يرفضون تسليمها للدوله مما يؤدي الى معركه تنتهى بتسليم الحصن ومرابطة قوة من الدوله فيها والعفو عن صاحب الحصن وتعويضه باموال كثيره ، وكان من الحصون التى اشتراها المنصور {{ حصن ينبع بالحجاز }} كما قام المنصور ببنأ حصون كثيره في مخاليف صنعا ومكه وغيرها ، وكان السبب في ذلك تعزيز قوة الدوله المركزيه .. وفي عام 628هـ وصل المنصور الى مدينة صنعأ فاقام بها واستدعى الزعامات القبليه والدينيه بمخاليف صنعأ بما في ذلك الزعامات الزيديه والهادويه – [ امثال يحى بن حمزه ، واحمد بن عبد الله بن حمزه – [ شقيق الامام السالف ] – وداوود بن عبد الله بن حمزه ] – فاعلنوا الدخول في طاعته وبايعوه ، وقام بتولية العمال في مخاليف صنعأ الى صعده ونجران وغيرها .. ثم زعزعوا امن واستقرار اليمن مُدعى الامامه المهدي احمد بن الحسين واتباعه المتمردين من الهادويه بين صعده وجهات صنعأ فامر المظفر نائب صنعأ اسد الدين الرسولى والامير احمد بن عبد الله بن حمزه الزيدي بمطاردتهم الى ان سقط المهدي صريعاً فيما بعد ] .. وكانت عشرون سنه قد مرت على قيام دولة اليمن الرسوليه بزعامة المنصور حين بدأت عملية تمرد هادويه بقيادة ( الامام ) المهدى احمد بن الحسين في بعض مخاليف صنعاء فقاد المنصور بنفسه عدة وقعات ضد المتمردين الهادويين بجهات مخاليف صنعاء عام 647هـ ولكن المؤامره لاءسقاط الدوله كانت اكبر من ذلك ومتعددة الاطراف .. فاثناء زيارة الملك المنصور لمدينة زبيد ( 9 ذي القعده 647هـ ) قام مجموعة من المماليك بقتله فاستشهد وحين مات المظفر بعد عهده الطويل الذي دام زهأ نصف قرن ( 47 سنه ) قال اشد خصومه وهو ( الامام ) المطهر بن يحى الهادوي {{ مات تُبع الاصغر ، مات معاوية الزمان ، مات الذي كانت اقلامه تكسر الرماح }}
و تحركت الطموحات والمطامع لتمزيق وحدة البلاد والدولة اليمنيه الفتيه .. حيث قام بتجديد ادعأ الامامه ( الامام المهدي ) احمد بن الحسين الهادوي في الجوف وحاصر صعده .. فتحمل شمس الدين يوسف بن المنصور مسئولية انقاذ البلاد وتلقب بالملك المظفر وبويع في مدينة المهجم ( 13 ذي القعده 647هـ ) وكان عمره آنذاك 27 سنه .. فاخذ القلم وكتب الى العديد من الامرأ النواب ورؤسأ القبائل فاجتمع اليه عسكر وقبائل انطلق على راسهم وكتب الى من فيها يستميلهم ويعفوعنهم فاستجابوا له ودخل البلاد فاشرق الامل فى النفوس الوطنيه .. وقال الشاعر ابوبكر بن دعاس قصيدة مطلعها :-
إن غاب نور الُملك عن اُفق العلا * فانظر ضيأ الشمس قد ملأ الملأ
او كان جفن الدهر أمسى ارمدا * فاليوم اصبح بالمظفر اكحلا
. وقام الملك المظفر بن المنصور بتوجيه الحملات لمطاردة ( الامام ) المهدى واتباعه المتمردين في جهات الجوف وصعده حيث {{ امد المظفر الامير احمد بن عبد الله بن حمزه بمائة الف درهم مظفريه }} - [ س 655 / غاية الاماني ] – { وقد عاصر المظفر الشاعر القاسم بن على بن هتيمل } ثاني الشعراء الكبار في العصر الرسولي وقد قام الشاعر القاسم علي بن هتيمل بمدح الامام المهدي احمد بن الحسين الذي ادعى الاءمامه وتمرد على الدوله ومدح قاسم بن على الذروي الذي خرج على الدوله وحارب نائب المظفر في المخلاف السليماني محمد بن ابراهيم ، ثم ايقن ابن اهتيمل ان بن على الذروي والامام المهدي ليسوا سوى متمردين مفسدين في الارض فقال يمدح محمد بن ابراهيم عامل المظفر في المخلاف السليمانى بالانتصار الساحق على الذروي :-
علم المظفر فيك ليث خفية * ورآك تُصلح كل امر يفسد
فرمى بك الثغر المخزف ، واهله * هلكى النفوس قريبهم والابعد
انقذت امة احمد من غمرة * يجزيك عنها في القيامة احمد
وفى شوال عام 652هـ كان المظفر في زبيد فوصل اليه {{ داوود بن عبد الله بن حمزه في جماعة الحمزيين .. فاعطاهم المظفر من الاموال والخيول مالاينحصر }} [ ص 441 غاية الاماني ] [ ذكر الخزرجى في كتاب العقود اللؤلويه انبأ التمردات في عهد المظفر بالتفصيل وقد انتهت جميعها بالاحتواء والفشل وهو ما نكتفى بالاشارة اليه هنا .. فقد دام عهد المظفر نحو نصف قرن وشمل سلطانه كل ربوع اليمن الطبيعيه بمساحتها الشاسعه . ورفرفت رايات الدوله في كل ربوع اليمن من اقاصي حضرموت والشحر – شرقاً – الى تخوم مكه شمالاً لذلك فان وقوع تمردات شئ طبيعي وفشلها يدل على قوة الدوله المركزيه في ذلك العهد المجيد .
وقام المظفر بتولية الاشرف اميراً نائباً لصنعأ ومخاليفها ( عام 684 ) ودخل الاشرف صنعاء وذهب الى ( ذيفان ) والى ( الظاهر ) – بنواحى صعده – وامر بعمارة ( الكوله ) – حصن في صعدة – واستعمل عليها الامير ( على عبد الله الحمزي ) وفي ذلك العام ( 684 ) تم {{ سَكَ الدرهم المظفري بصعده }} وقام الاشرف بضبط وتنظيم الامور في جهات صعده كما سار الى مناطق حجه وقام بضبط وتنظيم الامور في حجه وحصونها وعاد الى صنعاء .. وفي عام 685هـ صالح الاشرف المطهر بن يحى ( الذي ادعى الامامه ) فدخل المطهر واتباعه فى طاعة الدوله .. واستمر الاشرف اميراً نائباً لصنعأ ومخاليفها الى عام 687 هجريه ثم سار الاشرف الى حضرة ابيه الملك المظفر بمدينة تعز وعاد الى نيابة المهجم ( تهامه ) بينما تولى اخوه المؤيد صنعأ ومخاليفها ( 687هـ - 693هـ ) وكانت جبال حجه وصعده مكاناً مناسباً لقيام حركات معارضه بين فترة واخرى فكان المؤيد يواجهها بالحزم والاصرار على فرض سلطة وهيبة الدوله منذ كان المؤيد يتولى نيابته صنعاء سنة 692م لانه لما اصبح المؤيد بن المظفر نائباً لصنعاء بدلان عن اخيه الاشرف ( 687 – 693 هـ ) خرج ( الامام ) المطهر بن يحي على الدوله وتمركز اتباعه في ( جبل اللوذ ) بالجوف ، وكان المؤيد بن المظفر فارساً شجاعاً فسار بنفسه مع كوكبة من الفرسان الى ( تنعيم ) في جبال اللوذ بالجوف حيث المطهر واصحابه فهزمهم وقبض على اغلبهم بينما تمكن المطهر من الهرب ، الذين يسميه الهادويون ( المظلل بالغمامه ) فيقول الهادويون {{ ان الله ارسل سحاباً كثيفاً التصق بالارض ، واخفى المطهر عن المؤيد ، فتمكن المطهر ومن معه من النجاة ، وسمى لذلك بالمظلل بالغمامه }} [ ص 50 / بلوغ المرام ] .. وفي سنة 692 هجريه {{ حصلت الوحشه بين المؤيد بن المظفر – نائب صنعاء - و على بن عبد الله بن حمزه - عامل صعده ونواحيها – فكاتب على بن عبد الله بن حمزه ( الامام ) المطهر بن يحي – ( الذي كان هارباً في مايلى الجوف من جهات الربع الخالي – فوصل المطهر الى جهات صعده .. وجمع له على بن عبد الله بن حمزه جمعاً كبيراً فسيطروا على بعض جهات صعده وتمركزوا في جبل ومنطقة ( الظاهر ) بصعده }} وبذلك بات على عبد الله حمزه من اقطاب المعارضين ، وكتب واياهم شعراً الى المؤيد بن المظفر في صنعاء ، منه البيتان التاليان :-
تنح عن الدست الذي انت صدره * وعد عن الملك الذي حزته غصبا
.. ساجلبها شعثاً إليك شوازباً * مضمرة جرداً مطهمةً قبا
فاجاب المؤيد بن المظفر بابيات منها قوله :-
رويدك لاتعجل فما أنت بعلها * سيأتيك فتاك يعلمك الضربا
فاءن كنت ذا عزم فلاتك هارباً * كعادة من قد صرت من بعده عقبا
وسائل جبال اللوذ عني وعنكم * فأفضلكم ولى ، وخلفكم نهبا
فعاملتكم بالصفح إذ هو شيمتى * وما انتم تعفون عن واقع ذنبا
وانطلق المؤيد من صنعاء في الف فارس وعشرة الاف راجل الى منطقة الظاهر في صعده وهزمهم في ( ماجل الصعدي وقام بضبط الامور وتثبيت سلطة الدوله في صعده ومايليها ، وهرب ( المطهر ) وعاد ( على عبد الله حمزه ) الى طاعة الدوله ، ثم قام الملك المظفر بتعيين الاشرف عمر اميراً لصنعاء مرة ثانيه – 693 هـ وقد استأ المؤيد لقيام والده الملك المظفر باستدعائه من صنعأ وتولية الشرف على صنعاء عام 693هـ -[ وكان سبب ذلك ان المؤيد افرط فى استعمال القوه لاخماد تمرد قام به نائب صعده الامير على بن عبد الله الحمزي الذي خرج عن الطاعه واستدعى ( الامام ) المطهر بن يحي ومن اليها من الاشراف والهادويه عام 692هـ ]- فلما تولى الاشرف صنعأ ومخاليفها بدلاً عن المؤيد عام 693هـ عاد (على بن عبد الله الحمزي ) الى الطاعه وعفا الاشف عن ( الامام ) المطهر واتباعه فاستحسن الملك المظفر وفريق من الناس سياسة الاشرف ... وقد قام المظفر بنقل المؤيد من صنعاء وتعيينه اميراً للشحر ( حضرموت والمهره ) تمهيداً لاستخلاف الاشرف الذي كان اكبر واعلم من المؤيد بينما كان المؤيد هو الاقوى والاشجع ، فلما مات المظفر وتم تمليك الاشرف في 13 رمضان 694هـ قاد واعلن المؤيد المعارضه ضد اخيه الاشرف فانضوت المهره وحضرموت وابين وعدن ولحج تحت راية المؤيد في ذي الحجه 694 هجريه وتمركز في منطقة ( الراحه ) قي لحج استعداد للتقدم الى تعز ..
آ نذاك كان على عبد الله حمزه قد اصبح من ابرز امراء وقادة الدوله فتولى قيادة الجيش الذي ارسله الملك الاشرف من تعز بمعية الناصر بن الاشرف – في محرم 695هـ لمواجهة المعارضه التى يقودها المؤيد ، ومالبث ان استسلم المؤيد ، فسيق الى الاشرف بمدينه تعز ، فأمر الاشرف بايقافه وحبسه في حصن تعز ( قلعة القاهره ) ، فكتب المؤيد من الحبس ( قلعة القاهره ) الى على عبد الله بن حمزه البيت التالى :-
ستعلم ليلى اى دين تداينت * وأى غريم في التقاضى غريمها
فاجاب على عبد الله حمزه بالبيت التالى :-
تخيرت من نعمان عود أراكة * لهند ، ولكن ما يبلغه هندا
ثم مالبث الموقف ان انقلب فقد مات الاشرف بن المظفر في 7 محرم 696هـ وقرر رجال الدوله تمليك المؤيد فتم احضاره من الحبس ( قلعة القاهره ) وتسنم سدة العرش الغساني في ثعبات بتعز ، فانتقل على بن عبد الله بن حمزه الى المعارضه وتغلب على حصن ( منقاع ) وبعض الحصون التى كان يتولاها في جهات حجه وصعده عام 698هـ وكان المؤيد بصنعاء فسار منها وتسلم صعده وحصونها وحاصر حصن ( منقاع ) فسعى الوزير موفق الدين في الصلح فعاد المؤيد الى صنعاء ومعه ادريس بن على بن عبد الله حمزه ثم وصل ابوه الى صنعاء فاعلن الطاعه وقام بتسليم حصون المنقاع واللجام ونعمان وصعده فاستلمها العمال الجدد وابقى المؤيد بعض الحصون بيد الامير على عبد الله الحمزي – عاملاً عليها - وسلم مابيده من الاسلاحه ، فعفا المؤيد عنه واكرمه بالمال والعطاء ، وجعله مع ابنه ادريس نائبين له في حصنى ( منقاع وذيفان ) واعمالها فكان إشراك المعارضه في شئ من السلطة والثروه عاملاً رئيسيا في عودتها الى صف الدوله واستقرار الامور في ذلك العصر ، ولما مات على عبد الله حمزه سنة 699هـ جعل المؤيد ابنه ادريس بن على عبد الله من ابرز رجال وامراء الدوله وتسلم ماكان متبقياً بيد الامير من الحصون بجهات حجه وصعده الى عمال المؤيد ، ومنح المؤيد الامير ادريس بن على الحمزي العطايا الوافره وولاه منطقة القمحه – بتهامه – فاصبح ادريس من خيرة نواب الملك المؤيد ومن اكثرهم اخلاصاً .
وفي وقت لاحق حصل اضطراب في جهات صعده وحجه بسبب موت وتغيير بعض النواب وقام { محمد بن المطهر } بادعاء الامامه ، فعاد المؤيد الى صنعاء ( عام 708هـ ) وبعث الامير عباس بن محمد الى جهات حجه وصعده ثم اردفه بالامير ادريس الحمزي فاذعنت الغالبية للطاعه ثم حوصر { محمد بن المطهر } في منطقه من حجه وطلب الصلح والدخول فى طاعه ( عام 711هـ ) فاستجاب نائب صنعاء { المظفر حسن بن المؤيد } الى ذلك وقام المؤيد بتولية محمد بن المطهر على بعض مناطق حجه ( الشرف والحبر ) ومنحه 3000 دينار فانتهت تلك المشكله .. فباستثناء تلك الحوادث الطفيفه التى تؤكد قوة الدوله المركزيه فقد ساد الهدؤ والاستقرار كل ارجأ اليمن الطبيعيه فى عهد المؤيد الذي {{ كانت ايامه احسن الايام }}
يتبع في الحلقه القادمه
( والله الموفق )
*زيد محمد حسين الفرح* zeadalfreh@yahoo.com هاتف سيار 733056106 { الجمهورية اليمنية - وزارة الثقافة – صندوق التراث والتنمية الثقافية - منتدى المؤرخ محمد حسين الفرح }

الجغرافيا والتاريخ قصص ورسوم تنحتها الطبيعة

$
0
0
الجغرافيا والتاريخ قصص ورسوم تنحتها الطبيعة

المدن المغمورة في قاع المحيطات بفعل عوامل طبيعية والتي اكتشفت من قبل غطاسين، تحتوي على ثروات إنسانية تستحق الدراسة.
العرب ط§ط¶ط؛ط· ط¹ظ„ظ‰ ط§ظ„طµظˆط±ط© ظ„ط±ط¤ظٹطھظ‡ط§ ط¨ط§ظ„ط­ط¬ظ… ط§ظ„ط·ط¨ظٹط¹ظٹمحمد ابراهيم [نُشر في 02/12/2013، العدد: 9397، ص(12)]
ط§ط¶ط؛ط· ط¹ظ„ظ‰ ط§ظ„طµظˆط±ط© ظ„ط±ط¤ظٹطھظ‡ط§ ط¨ط§ظ„ط­ط¬ظ… ط§ظ„ط·ط¨ظٹط¹ظٹيتواصل اكتشاف المدن تحت المياه واكتشاف الحقائق معها
مدن قديمة عرفها التاريخ اختفت بفعل عوامل طبيعية مثل الزلازل، وتتوالى اكتشافات هذه المدن من قبل الغطاسين إما عن طريق البعثات العلمية أو بالصدفة، تحتوي هذه المدن المغمورة في قاع المحيط على ثروات إنسانية وحضارية هائلة تستحق التوقف عندها ودراستها.
ففي الهند اكتشف العلماء بقايا مدينة كبرى يعود تاريخها إلى 9500 سنة حيث اختلط الخراب بالعظام وبالآثار العمرانية، ولم يكن قد عثر في هذه المنطقة على ما هو أقدم من 5000 سنة، لذلك عندما تم اكتشاف هذه المدينة الغارقة بدأ العلماء يعيدون حساباتهم في تقييمهم التاريخ الحضاري في هذه البقعة الجغرافية، وقد أطلق عليها اسم مدينة الذهب.
وفي تايلاند اكتشف معبد تحت الماء عمره أكثر من خمسمائة عام يرقد في قاع بحيرة فاياو، وما أثار الانتباه هو أن البحيرة أنشأت حول المعبد منذ سبعين عامًا، وقد جرت عدة دراسات مؤخرًا تؤكد إمكانية رفع المعبد لمستوى سطح الأرض لكن لاقت هذه الفكرة الاعتراض بسبب الكلفة الباهظة، كما أن المعبد يشكل حاليًا مصدرًا للأسماك التي تتوجب حمايتها كجزء من الثروة البيئية للبلاد، أما في اليابان فقد وجدت أهرام تحت قاع المحيط. ويواصل العلماء استكشافهم لحضارة المغليثية التي عثر عليها في قناة يوكاتان بالقرب من كوبا حيث وجد العلماء أدلة على بيئة حضارية واسعة تمتد لأميال على طول شاطئ المحيط، ويعتقد المؤرخون أن الحضارة التي سكنت هذه المنطقة هي الأقدم على الإطلاق وتسبق جميع الثقافات الأميركية القديمة.ويؤكد شارل أولبرايت عالم الآثار الأميركي أن موقع مدينة "يرموتا" يقع في بيسان في فلسطين، رغم أن بيسان مدينة لا تقع على شاطئ البحر كما هو معروف، وأضاف: "وجدنا في المدينة المكتشفة الكثير من تماثيل الحيوانات وبقايا تماثيل لا تزال متجاورة بما يشير إلى أن الغرق تم دفعة واحدة وليس بالتدرج كما وجدنا أحجارا منحوتة يعلو بعضها بعضًا بشكل هرمي مترابط بواسطة ثقوب في وسطها، وهي تقع على بعد 300 متر عن الشاطئ مقابل تل البراك وعلى عمق 5 أمتار، والعشرات من الحجارة ظهرت أنها منحوتة بيد الإنسان.
الجغرافيا القديمة أكبر بكثير من نظيراتها في الوقت الحاضر، ويرجع ذلك إلى تآكل البحار وتزايد الزلازل، وانخفاض أجزاء من الجزر في البحر
وقالت الدكتورة زينب محروس رئيس قسم الآثار بجامعة القاهرة: أن أبرز المدن العربية التي وجدت تحت الماء هي مدينة الإسكندر الأكبر التي يُعتقد أنها غرقت نتيجة زلزال ضرب المنطقة، ويمكن مشاهدة هذه المدينة الغارقة قطعًا أثرية وتماثيل وأجزاء متعددة من قصر كليوباترا، ويعتقد المؤرخون أنها كانت مغمورة تحت الماء من قبل الزلازل وموجات المد والجزر قبل أكثر من 1600عام، وتم الكشف عن عدد من الحفريات تشمل قطعاً من الغرانيت الأحمر وأعمدة من النقوش اليونانية، واثنين من التماثيل التي رفعت من الميناء، كان واحد منها كاهن الإلهة إيزيس، والآخر للملك بطليموس الثاني عشر.
ومن جانبه أوضح الدكتور يوسف الحوراني، المكتشف الأثري، أن رحلة اكتشاف آثار لبنان الغارقة لا تنتهي وهي تعطي للبنان أبعادًا عالمية، وإن كل المعطيات التاريخية والقرائن والوثائق التي وردت في التاريخ القديم جعلتنا نركز بحثنا حول موقع مدينة "يرموتا" لأن الكثير من العلماء من غير اللبنانيين حاولوا أن يصوروا أن موقع "يرموتا" يقع خارج لبنان.وقال محمد علي فكرون عالم أثري: لا نستطيع أن نطلق عليها ما تم العثور عليه على السواحل الليبية مصطلح الآثار الغارقة؛ إنما هي آثار مغمورة توجد في المناطق المتاخمة لمياه البحر، وما تم العثور عليه يتمثل في جزء من سفينة يرتقي تاريخها إلى القرن الرابع قبل الميلاد بالإضافة إلى بعض الأواني والقطع الفخارية.
ط§ط¶ط؛ط· ط¹ظ„ظ‰ ط§ظ„طµظˆط±ط© ظ„ط±ط¤ظٹطھظ‡ط§ ط¨ط§ظ„ط­ط¬ظ… ط§ظ„ط·ط¨ظٹط¹ظٹاكتشافات تستحق الوقوف عند أهميتها

وأضاف: القيمة الحقيقية ليست في الاكتشاف في حد ذاته، وإنما في معرفة الظروف والفترة التاريخية التي صنعت فيها السفينة، وقد توصلنا إلى تحديد وظيفة السفينة حيث أنها كانت تجارية وتم تصنيعها بمدينة سوسة أي أنها محلية الصنع. و أشار الدكتور عباس شراقي أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، إلى أن ارتفاع درجات الحرارة في العالم كشف عن البلدات المفقودة منذ زمن طويل، وتم التعرف عليها بفضل الجفاف، فمثلاً عام 1970 كانت توجد قرية تسمى "ديترويت" تقع جنوب غرب بوينس آيرس بالأرجنتين، عدد سكانها نحو خمسة آلاف، وفي عام 1985 انهار سد قريب وهبطت مياه الفيضانات في البلدة، وبحلول عام 1986 كانت المنطقة تحت أربعة أقدام من الماء، وبحلول عام 1993، كانت مياه الفيضانات في ارتفاع 32 قدماً، ولكن ابتداء من عام 2009 وتغير الطقس ومع الحرارة المرتفعة بدأت المياه تجف حتى ظهرت المدينة مرة أخرى عام 2011.وأكد الدكتور علي عبد المطلب أستاذ بقسم الجيولوجيا بكلية العلوم جامعة القاهرة، أن هناك أكثر من 10 مدن قديمة تحت أعماق البحار ينتظر اكتشافها، ففي عام 2001 قام فريق من علماء الآثار بالتنقيب في بحيرة بالصين لعدة شهور، إلى أن اكتشفوا مجموعة واسعة من المباني تحت الماء، ومثلت أنقاض مدينة بأكملها منتشرة على 6.5 كيلومتر مربع (2.5 ميل مربع)، وأرجعوا أن تكون المدينة العملاقة تحت البحر منذ 1700 عاماً، ولم تتوقف الاكتشافات عند هذه المدينة بل امتدت ليتم الكشف عن بحر وادن يمتد على طول الحدود شمال غرب ألمانيا، وهناك شريط ضيق من الجزر تسمى جزر الفريزية الشمالية التي تتآكل بعيداً عن المد، ويعتقد أن هذه الجزر بنيت منذ 1300 سنة، ووفقاً للحسابات الألمانية فإن بقايا بحر وادن لا تزال غير مكتشفة.
ارتفاع درجات الحرارة في العالم كشف عن البلدات المفقودة منذ زمن طويل، وتم التعرف عليها بفضل الجفاف
ويرى الدكتور عبد الحليم نور رئيس المجلس الأعلى للآثار الأسبق، أن الجغرافيا القديمة أكبر بكثير من نظيراتها في الوقت الحاضر، ويرجع ذلك إلى تآكل البحار وتزايد الزلازل، وانخفاض أجزاء من الجزر في البحر، ومع مرور السنوات أصبحت المدن والهياكل القديمة القريبة من البحر معرضة للانزلاق، مؤكداً أن علماء اليونان اكتشفوا مؤخراً مدينة "اليوس" التي كانت في السابق مدينة مزدهرة من حيث الصناعة والتجارة والهندسة المعمارية، لكنها توارت مع غيرها من المدن اليونانية في ذلك الوقت، وأحد أسباب انهيار المدينة أنها بنيت على الشاطئ الرملي بالحجر الجيري.وفي السياق ذاته أوضح الدكتور عصام السعيد أستاذ الآثار بكلية الآداب جامعة الإسكندرية، أن اكتشافات المدن القديمة لن تتوقف طالما ظل علماء الآثار يبحثون عن التاريخ القديم والمدن المنهارة والغارقة تحت أعماق المحيطات سواء العربية أو الأجنبية

عبد الحق المريني و'ملحمة محمد الخامس'

$
0
0
عبد الحق المريني و'ملحمة محمد الخامس'

مؤرخ المغرب الباحث عبد الحق المريني يصدر كتابا يسلط فيه الضوء على مسيرة الملك الراحل محمد الخامس بتاريخه النضالي ومواقفه الحازمة.
العرب ط§ط¶ط؛ط· ط¹ظ„ظ‰ ط§ظ„طµظˆط±ط© ظ„ط±ط¤ظٹطھظ‡ط§ ط¨ط§ظ„ط­ط¬ظ… ط§ظ„ط·ط¨ظٹط¹ظٹ [نُشر في 02/12/2013، العدد: 9397، ص(14)]
ط§ط¶ط؛ط· ط¹ظ„ظ‰ ط§ظ„طµظˆط±ط© ظ„ط±ط¤ظٹطھظ‡ط§ ط¨ط§ظ„ط­ط¬ظ… ط§ظ„ط·ط¨ظٹط¹ظٹمحمد الخامس.. تاريخ نضالي ومواقف حازمة
الرباط - صدر للباحث عبد الحق المريني، مؤرخ المملكة المغربية، كتاب جديد بعنوان "ملحمة محمد الخامس" عن منشورات وزارة الثقافة المغربية. وتضمّن تقديم هذا الكتاب شهادة للحسن الثاني وشهادتين للملك محمد السادس فيها تسليط للضوء على بعض معالم شخصية الملك الراحل محمد الخامس ومناقبه وجوانب من كفاحه، وما ميّز أسلوبه في الحكم وفي تعامله مع أبنائه وأفراد شعبه.
في شهادة الملك الحسن الثاني عن أحد المفاتيح الأساسية في ممارسة الحكم والتي كانت جزءا من أسلوب والده ومبعث فخره واعتزازه واعترافه بالجميل جاء قوله: "فلعلي أكون من أكثر أفراد هذه الأمة اعترافا بالجميل وتقديرا للعمل المثمر الذي يتطلب من جلالته تفكير الحكيم، وبذل الكريم، وجهد الصابر، وسماحة الحليم، في سبيل إسعاد هذه الأمة أفرادا وجماعات".مذهب الحريّة


وهو أيضا ما عبّر عنه في شهادة أخرى، وهو بعدُ وليا للعهد حين قال في خطاب له، أمام والده يوم 16 نوفمبر- تشرين الثاني من العام 1951، عند اشتداد الأزمة بين القصر الملكي والإقامة العامة الفرنسية "علمتنا الصبر على الشدائد واستصغار العظائم، وحببت إلينا الأمور الصعبة والوقوف مع الحق في السر والعلانية".
ولتقريب ذلك الترابط الوجداني الذي يشكل العصب الأساس في علاقة الحاكم بأفراد شعبه، تواصل الشهادة التأكيد على أن الملك كان "يفكر في كل فرد من أفراد الشعب بنفس الشعور الذي يفكر به في أبنائه: يفكر لجاهلهم حتى يتعلم، ولمريضهم حتى يصح، ولفقيرهم حتى يستغني، ولمظلومهم حتى ينصف، وهو من أجل ذلك في تفكير دائم لمصلحة الأمة جميعها وفي عمل دائب لعز الشعب وسؤدده".
وعن القيم المثلى التي جسدها الملك محمد الخامس، من خلال شهادة الملك محمد السادس، تأتي "في طليعتها الحرية التي جعل منها قوام مذهبه السياسي، وناضل من أجل المحرومين منها، بدون تمييز عرقي أو ديني أو فئوي، متضامنا مع حركات التحرير مغاربيا وأفريقيا، دون أن ننسى موقفه الشهم المشهود إلى جانب العالم الحر في التصدي للنازية والفاشية".

التاريخ والمواطنة

وبنبرة عالية عن قيمة المعرفة التاريخية، التي من شأنها أن تفرز معدن الرجال الذين صنعوا ملاحم هذا البلد وتحفز الجيل الصاعد على صناعة حاضر يليق بماضيه، يواصل الكتاب تحت عنوان "محمد الخامس الملك المجاهد (1909-1961)"، استحضار وتتبع مختلف المحطات التي قادها سيدي محمد بن السلطان مولاي يوسف بن مولاي الحسن، مخصصا صفحات لتربيته وتوليه العرش ووطنيته وجهاده ونفيه إلى مدغشقر وكورسيكا، ثم عودته الظافرة إلى عرشه وشعبه، التي أصبحت عيد العودة من المنفى (16 نوفمبر) وعيد الانبعاث (17 نوفمبر) وعيد العرش (18 نوفمبر).
ومن خلال أسلوب رشيق وطيع، يزخر هذا النص التاريخي بمتوالية من الأحداث وكثير من الاستشهادات والوقفات، من منظور شخصيات عالمية واكبت هذه الأحداث أو قرأتها بتمعن مستخلصة معانيها ودلالاتها، مستحضرا في ذلك وموثقا لمراجعه ومصادره، ومستعينا أيضا بملاحق أورد ضمنها أبرز المحطات في حياة الملك الراحل حسب تسلسلها التاريخي بدءا من ميلاد جلالته في 30 آب- أغسطس 1909 إلى وفاته في 26 فبراير- شباط 1961، موجزا في سطور سياسة الملك المجاهد محمد الخامس. بهذه القراءة الاسترجاعية لأحد أهم محطات تاريخ المغرب، يكون الأستاذ عبد الحق المريني قد سعى إلى المساهمة في ترسيخ تلك المعرفة التاريخية التي هي الجسر الأساس لبلوغ أحد مراتب النضج في استيعاب مفهوم المواطنة، والتي قال جلالة المغفور له الحسن الثاني بصددها "من كان له تاريخ مثل تاريخ المغرب، ومن عرفه حق المعرفة، لا يمكنه أن يخرج عن الطريق أو يزيغ عن السبيل والصراط المستقيم، فالتاريخ هو مرجع، والتاريخ هو حافزنا".والكتاب إذ ينتصر لحقائق التاريخ في سرد سيرة الملك محمد الخامس، فإنه لا يغفل عن الانتصار لجمالية الكتابة التأريخية، حيث تنهض الكتابة فيه على أسلوب فنيّ فيه من سلاسة الغة الشيء الكثير.

ثناء الجنان واللسان على الملك الديَّان

$
0
0
سبحان من أتته السماء والأرض طائعة، وتطامنت الجبال لعظمته خاشعة، ووكفت العيون عند ذكره دامعة، ترنمَ الرعد بتسبيحه، لمعَ البرق بتمجيده، شدا الطير بذكره، هدل الحمام بشكره، شكره نعمة تستوجب الشكر، ومدحه فضيلة للمادح تستحق العرفان، والثناء عليه منّة منه يختص بها من يشاء.
هجدنا ونام الركب والليل مسرفٌ *** وقمت أسح الدمع للخالق الباري
عبادته شرف، والذل له عزة، والافتقار إليه غنى، والتمسكن له قوة، محاربته خذلان، والكفر به لعنة، والتنكر لجميله عذاب.
فتح ومنح، طحى ودحى، أغطش وأغشى، رفع ووضع، وصل وقطع، أطعم وسقى، كفى وكسى، يبتلي ويستدرج، ويبرم ويعد، ويأخذ وينتقم، يصب النعيم على من عصاه، ثمّ يأخذ أخذ عزيز مقتدر، ويسلط البلاء على من أطاعه ليرفع منزلته في الصالحين.
ينشئ حدائق غناء؛ غزيرة الماء؛ وارفة الانداء، طيبة الظل، ندية الطل (حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الأرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالأمْسِ) (يونس/ 24).
كم أضحكَ من سن، وأبكى من عين، خلق الضدين، وأوجد النقيضين، وجعلَ المتشابهين والمختلفين: ليلاً ونهاراً، ونوراً وظلمة، حراً وبرداً، رخاءً وشدة، جنة وناراً، هدىً وضلالاً، إيماناً وكفراً، صلاحاً وفساداً، فيا ألـله ما أحكمه وأعلمه وما أحسن صنعه وأجل لطفه.
قطع الألسنة الفصيحة بسيف الموت، بتر الرؤوس العنيدة بصارم الفناء، فَرَجُه فجأة، وأخذه بغتة، ومنعه وعطاؤه حكمة، وقضاؤه نافذ، وأمره غالب، بيده الأمر وإليه المعاد ولا حول ولا قوة إلا بالله (أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالأمْرُ) (الأعراف/ 54).
أحْلَى اللحظات وأجل الساعات إذا ذكرته، أشرف الرتب وأفضل القُرَب إذا سبَّحته.
أرفع المقامات وأعظم الدرجات إذا شكرته، أنكد الأزمات وغاية الهوان إذا عصيته، أشقى الليالي والأيام إذا حاربته.
أرغم بحجته أنوف الضلال، وقرع بجلال وعظه قلوب اللاَّهين، وزلزل بوعيده أفئدة الجبابرة، وأتحف بوعده نفوس الطائعين.
انظر إلى الشمس كيف أبدع سناها، وسيّرها إلى منتهاها، وبلّغها مداها، وزين القمر وحسّن طلعته، وبث نوره، وحسّن زينته، وبث النجوم ما بين منظوم ومنثور (هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ) (لقمان/ 11).►

الوقف ودوره في الازدهار العلمي خلال العصر الأيوبي

$
0
0

د / أحمد عبد الحميد عبد الحق

مدير موقع التاريخ الكتروني

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة السلام على محمد خاتم الأنبياء والمرسلين ، وعلى آله وصحبه ومن تبع هداه إلى يوم الدين ، وبعد ...

فإن نظام الوقف على العلم والتعلم يعد من أوسع نظم الوقف التي عرفها المسلمون على مر التاريخ ؛ لأنه منذ نشأته لم يقتصر على جزئية معينة ،وإنما اتسع ليشمل بناء المدارس والمعاهد والكتاتيب ورواتب المدرسين ، ونفقة الطلاب وسكنهم وطعامهم وشرابهم وملبسهم ومسكنهم ، كما شمل تأليف المصنفات العلمية ونسخها وتجليدها وتوزيعها وإقامة المكتبات العامة لروادها ..

ورفعت الأوقاف بذلك عبئا ثقيلا عن كاهل الدولة ، كما أنها منحت المدرس والطالب على السواء كامل الحرية ، فلم يكن ثمة من يتحكم في رزق المدرسين فيملي عليهم فكرا معينا ، كما رفعت عن كاهل الطالب أعباء المصاريف وتكاليف المعيشة فتفرغ لطلب العلم وهو صافي الذهن .

وهذا كان سببا في شيوع العلم بين عدد كبير من أفراد المجتمع وعلى الأخص الفقراء والأيتام ، بعد أن تهيأت أمامهم السبل لتحصيل العلم والاشتغال به دون عائق..

هذا وقد كان الوقف في صدر الإسلام عاما في كل أوجه الخير لا يحدد له صاحبه جهة معينة لنفقته، بمعنى أن يقول الواقف عن الشيء الذي يوقفه : وقف لله أو في سبيل الله ، ثم بدأ في التخصص شيئا فشيئا ، حتى جاء عهد الخليفة المأمون وبنى بيت الحكمة ببغداد ( وهي أكبر مؤسسة علمية أنشئت في الإسلام ) فلم يرد أن تكون نفقتها مقتصرة على ما يجود به الخلفاء والأمراء، فجعل لها أوقافا يُصرف على أنشطتها من ريعها ، ثم بدأ الخيرون من أصحاب الثراء يقلدونه في تلك الفكرة فأنشئوا المكتبات ودور العلم ، وأوقفوا عليها الأوقاف ، وبذلك نشأت الأوقاف الخاصة بجوانب العلم والتعلم (1) ..

واتسعت تلك الظاهرة ونمت شيئا فشيئا حتى إذا جاء العصر الأيوبي ( موضوع بحثنا ) وهو العصر الذي شهد جهدا عليما وسعيا حثيثا لإقامة السنة وإماتة البدعة رأينا الكثيرين من أهل الخير ( أمراء وقادة وتجارا وملاكا رجالا ونساء) يتسابقون في تشييد المشاريع التعليمية ( من مدارس ومكتبات ومكاتب تحفيظ القرآن الكريم ودور الحديث الشريف والبيمارستانات ) ووقف الممتلكات الشاسعة عليها ، تلك الممتلكات التي لم تعتد تقتصر على الأراضي الزراعية فقط ، وإنما امتدت لتشمل المساكن التي تعد للإيجار والخانات والأسواق والحوانيت .. حتى صار مقدار ما كان ينفق على المدرسين فقط في كل عام يقدر بـ 300 ألف دينار ذهبي (الدينار يساوي تقريبا 4 جرامات )..

وكان صلاح الدين ـ رحمه الله ـ أول من سن في دولته سنة الوقف التعليمي ، وصار قدوة حسنة لرعيته في هذا الشأن ، فقد أنشأ عدة مدارس بمصر من ماله الخاص ، منها المدرسة الناصرية التي أنشأها للشافعية بالفسطاط ، وأوقف عليها سوق الصاغه المجاور لها وإحدى قرى الديار المصرية ، وقد رتب بها مدرّساً يدرّس الفقه على مذهب الشافعيّ، وجعل له في كل شهر أربعين ديناراً ، وجعل للناظر في أوقافها عشرة دنانير، ورتب له من الخبز في كل يوم ستين رطلاً وراويتين من ماء النيل، وجعل فيها معيدين (2) وقد أوقف عليها أيضا حمّاماً بجوارها، وفرناً تجاهها، وحوانيت بظاهرها، والجزيرة التي يقال لها جزيرة الفيل داخل النيل خارج القاهرة، وولى تدريسها جماعة من الأكابر الأعيان..

وهذه المدرسة كانت تسمى تاج المدارس (3) وقد قال عنها ابن جبير في رحلته : لم يعمر بهذه البلاد مثلها، لا أوسع مساحة ولا أحف بناء، يخيل لمن يطوف عليها أنها بلد مستقل بذاته، بإزائها الحمام، وغير ذلك من مرافقها... والنفقة عليها لا تحصى (4) ..

وأتاحت تلك المدرسة الفرصة لكثير من العلماء لكي يقوموا بدورهم في نشر العلم ، يقول السيوطي : ولي تدريسها جماعة من الأكابر الأعيان (5) مثل الشيخ مظفر بن أبي محمد بن إسماعيل بن علي الذي قال عنه السبكي: كان من أجل مشايخ العلم بمصر، فقيهاً، أصولياً، عابداً، زاهداً (6) والشريف عماد الدين العباسي الذي وصف بأنه كان إماماً عالماً بالفروع (7) ..

والشيخ زين الدين أبو محمد عبد الله بن مروان بن عبد الله بن قيراني الحسن الفارقي الذي قال عنه الذهبي في معجمه : كان عارفاً بالمذاهب وبجملة حسنة في الحديث ، ذا اقتصاد في بيته وتصون في نفسه ، وله سطوة على الطلبة ، وفيه تعبد وحسن معتقد (8) وقال عنه ابن كثير: وكانت له همة وشهامة وصرامة (9) .

والإمام العلامة البارع المتفنن شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان المعروف بابن عدلان، الذي تولى التدريس في عدة مدارس ، وتولى الإعادة بالمدرسة الصالحية والناصرية ، وهو إمام مشار إليه في الفتيا والفقه في الديار المصرية ، حلو العبارة، كثير التودد للطلبة (10) .

كما أنشأ صلاح الدين مدرسة أخرى وأوقفها على المالكية ، وسماها المدرسة المالكية (11) ورتب فيها أربعة من المدرّسين (12) وقد أوقف عليها قيسارية الوراقين بمصر ، وقريتي الحنبوشية والأعلام بإقليم الفيوم (13) .

وكان يتحصل من ضيعة بالفيوم قمح يوزع على أساتذتها ، فلذلك صارت لا تُعرف إلاّ بالمدرسة القمحية(14) ...

ثم أنشأ مدرسة للحنفية بالقاهرة ، وأوقف عليها اثنين وثلاثين حانوتاً (15) وقرّر في تدريسها الشيخ مجد الدين محمد بن محمد الجبتي، ورتب له في كل شهر أحد عشر ديناراً، وباقي ريع الوقف يصرفه على ما يراه لطلبة الحنفية المقرّرين عنده على قدر طبقاتهم، وجعل النظر للجبتي، ومن بعده إلى من له النظر في أمور المسلمين (16) وسميت بالمدرسة السيوفية ؛ لأن سوق السيوفيين كان يقع على بابها (17) ..

وأنشأ ببيت المقدس للشافعية أيضا المدرسة الصلاحية ، ويقال لها الناصرية ، وأجرى على الفقهاء والفقراء الجوامك ـ كما يقول ابن كثير ـ وأرصد الختم والربعات في أرجاء المسجد الأقصى والصخرة ليقرأ فيها المقيمون والزائرون (18) ..

وكانت تلك المدرسة موجودة قبل أن يحتل الصليبيون بيت المقدس ، وكان يدرس بها العالم الفقيه نصر بن إبراهيم المقدسي ، فلما ملكوا المدينة حولوها إلى كنيسة فأعادها صلاح الدين مدرسة إسلامية ، وصارت من أبرز المدارس التي أنشأها الملك الناصر صلاح الدين ؛ لأنها لعبت دوراً مهماً في تخريج العلماء والفقهاء الذين قاموا بدور عظيم في إعادة أسلمة القدس بعد تحريرها " وكانت من المدارس التي يشار إليها بالبنان..وقد أوقف عليها سوق العطارين بالقدس ، وقرية سلوان" (19) ..

كما كان لها الفضل في نشر علم كثير من الفقهاء والعلماء المخلصين ، مثل الإمام العلامة الفقيه بهاء الدين أبو المحاسن يوسف بن رافع بن تميم الموصلي الحلبي الشافعي ، المعروف بابن شداد ، والذي ولاه صلاح الدين قضاء العسكر وبيت المقدس والنظر على أوقافه ، كما فوض إليه التدريس في تلك المدرسة الصلاحية ، وجعل النظر فيها وفي أوقافها إليه (20) ..

ودرس بها أيضا الإمام العالم الفقيه شيخ الإسلام مجد الدين طاهر بن نصر الله بن جهبل ، الذي كان عالماً إماماً في الفقه والحساب والفرائض ، وكان كما قال الذهبي : فقيهاً إماماً فاضلاً (21) وهو أول من درس بها (22) .

ودرس بها أيضا الإمام الحافظ العلامة شيخ الإسلام تقي الدين عثمان بن صلاح الدين الشهرزوري المشهور بابن الصلاح ، والذي كان أحد فضلاء عصره في التفسير والحديث والفقه .." وقد قال عنه ابن خلكان : واشتغل الناس عليه وانتفعوا به، ولما بنى الملك الأشرف ابن الملك العادل بن أيوب، رحمه الله تعالى، دار الحديث بدمشق فوض تدريسها إليه ، واشتغل الناس عليه بالحديث، ثم تولى تدريس ست الشام زمرد خاتون بنت أيوب ، وهي التي بنت المدرسة الأخرى ظاهر دمشق، فكان يقوم بوظائف الجهات الثلاث من غير إخلال بشيء منها إلا لعذر ضروري لابد منه، وكان من العلم والدين على قدم حسن.

وصنف في علوم الحديث كتاباً نافعاً، وكذلك في مناسك الحج ، جمع فيه أشياء حسنة يحتاج الناس إليها، وهو مبسوط، وله إشكالات على كتاب " الوسيط " في الفقه، وجمع بعض أصحابه فتاويه في مجلد (23) ...

وثمة مدارس أخرى شيدها صلاح الدين على نفقته الخاصة ولكنها لا تنسب إليه ، حيث كان ـ رحمه الله ـ يحرص على أن تكون أعماله الخيرية طي الكتمان ، يقول ابن خلكان : والعجب أن له بدمشق في جوار البيمارستان النوري مدرسة يقال لها الصلاحية فهي منسوبة إليه وليس لها وقف، وله بها مدرسة للمالكية أيضاً ولا تعرف به، وهذه النعم من ألطاف الله تعالى به (24) ....

ويقول أيضا : بنى مدرسة بالقاهرة في جوار المشهد المنسوب إلى الحسين بن علي ـ رضي الله عنهما ـ وجعل عليها وقفاً كبيراً، وجعل دار سعيد السعداء خادم المصريين خانقاه، ووقُف عليها وقفاً طائلاً ، .... ولقد فكرت في نفسي في أمور هذا الرجل وقلت: إنه سعيد في الدنيا والآخرة، فإنه فعل في الدنيا هذه الأفعال المشهورة من الفتوحات الكبيرة وغيرها، ورتب هذه الأوقاف العظيمة، وليس فيها شيء منسوباً إليه في الظاهر، فإن المدرسة التي في القرافة ما يسميها الناس إلا بالشافعي، والمجاورة للمشهد لا يقولون إلا المشهد، والخانقاه لا يقولون إلا خانقاه سعيد السعداء والتي بمصر لا يقولون إلا مدرسة زين التجار، والتي بمصر مدرسة المالكية، وهذه صدقة السر على الحقيقة (25) ....

كما شارك ـ رحمه الله ـ في الوقف على المدارس التي شيدها غيره ، مثل المدرسة العمادية التي بناها عماد الدين إسماعيل بن نور الدين (26) ..وهذه المدرسة قد درس فيها كوكبة من العلماء النابهين ، مثل عماد الدين بن أبي زهران الموصلي عالم القراءات الشهير (27) .. والإمام الحافظ المفيد الرحال تقي الدين أبو المعالي الصميدي المصري الشافعي (28) ..

هذا بالإضافة إلى مكاتب تحفيظ القرآن الكريم التي قال عنها ابن جبير : ومن مآثره الكريمة المعربة عن اعتنائه بأمور المسلمين كافة أنه أمر بعمارة محاضر ألزمها معلمين لكتاب الله، عز وجل، يعلمون أبناء الفقراء والأيتام خاصة وتجرى عليهم الجراية الكافية لهم (29) ...

واستن بصلاح الدين في إثرائه للوقف التعليمي كثير من الأمراء مثل : الأمير فارس الدين أبي سعيد ميمون بن عبد الله القصري الذي كان خازنداره ومن كبار أمرائه ومستشاريه المقربين ، وقد أوقف المدرسة الميمونية ، وكانت تقع قرب باب الساهرة ببيت المقدس ..

والأمير بدر الدين محمد بن أبي القاسم الهكاري الذي أوقف المدرسة البدرية على فقهاء المالكية ، والملك المعظم توران شاه الذي أنشأ المدرسة المعظمية قرب المسجد الأقصى ، وأوقفها على الفقهاء الحنفية ، ولهذا كانت تسمى أيضاً بالمدرسة الحنفية ، كما أسس أيضا مدرسة أخرى سميت بالقبة النحوية ؛ لأنها اقتصرت على تدريس مواد اللغة العربية بالإضافة إلى القراءات السبع ..

وكان توران شاه هذا محبا أيضا للعلم حريصا على سماع حديث النبي صلى الله عليه وسلم ، يقول ابن تغري بردي : سمع من يحيى بن محمود الثقفي وغيره، وأجاز له عبد الله بن برى، وهبة الله البوصيري، ومحمد بن أحمد الأرتاحى من مصر، والفضل بن الحسين، وعبد الرحمن بن علي الخرقي، وبركات بن إبراهيم الخشوعي، والقاسم بن علي بن عساكر، والحسن بن عبد الله من دمشق، وغيرهم، وخرج الدمياطي الحافظ أبو محمد له عنهم أحاديث في جزء، وقرأ عليه المائة حديث، وذكره في معجمه، فقال: وكان صحيح السماع والإجازة .. وكان قد بقي كبير البيت الأيوبي، وكان الملك الناصر صلاح الدين يوسف يعظمه ويحترمه ويثق به، ويسكن إليه كثيراً، لعلمه بسلامة جانبه (30) ...

والأمير قطب الدين خسرو الذي أنشأ المدرسة القُطبية وأوقفها على فقهاء الشافعية (31) ..

والأمير سيف الدين جاروخ التركماني الذي أسس المدرسة الجاروخية داخل دمشق شمالي الجامع الأموي (32) بنصيحة من العلامة الإمام أبي القاسم محمود بن المبارك بن علي بن المبارك المعروف بالمجير الواسطي ... أحد العلماء الأذكياء ، وكان أول من درس بها (33) ..هذا العالم الذي قال عنه ابن الدبيثي: برع في المذهب، حتى صار أوحد زمانه، وتفرد بمعرفة الأصول والكلام، وما رأينا أجمع لفنون العلم منه مع حسن العبارة (34) ..

والملك المظفر تقي الدين عمر بن شاهنشاه بن أيوب الذي أوقف المدرسة التقوية ، والتي كانت من أجل مدارس دمشق ، وقد بنيت في سنة أربع وسبعين وخمسمائة للعلامة شهاب الدين أبي الفتح محمد بن محمود الطوسي الشافعي ، وكان لها كما قال ابن كثير في تاريخه: أوقاف كثيرة (35) وكان سبب إنشائه لها أنه حُصر ذات يوم ويئس من الخروج ، فلما كُتبت له النجاة بناها وأوقفها لله عز وجل (36) ووقف عليها جزيرة الروضة بكمالها (37) .

وممن درس فيها العالم فخر الدين عبد الرحمن بن محمد بن الحسن بن هبة الله بن عساكر ، والذي كان كثير الذكر حسن السمت ، وكان يجلس تحت قبة النسر في كل يوم اثنين وخميس مكان عمه لإسماع الحديث بعد العصر فيقرأ دلائل النبوة وغيره (38) ..وكان يدرس على يديه بها فضلاء الشام (39) .. وقد سميت تلك المدرسة بنظامية الشام لعظمتها (40) ..

كما أن أنشأ تقي الدين هذا مدرسة أخرى سميت بمدرسة " منازل العز " وهذه المدرسة كانت مساكن للفاطميين من قبل ، فلما زالت الدولة الفاطمية على يد السلطان صلاح الدين يوسف أنزل فيها تقيّ الدين فسكنها مدة ،ثم إنه اشتراها والحمام والإصطبل المجاور لها من بيت المال في شهر شعبان سنة ست وستين وخمسمائة، وأنشأ فندقين بمصر بخط الملاحين، وأنشأ ربعاً بجوار أحد الفندقين، واشترى جزيرة مصر التي تعرف اليوم بالروضة، فلما أراد أن يخرج من مصر إلى الشام وقف منازل العز على فقهاء الشافعية، ووقف عليها الحمّام وما حولها، وعمر الإصطبل فندقاً عُرف بفندق النخلة ووقفه عليها، ووقف عليها الروضة أيضا (41) ...

وهذه المدرسة درس بها شهاب الدين الطوسيّ وقاضي القضاة عماد الدين أبو القاسم عبد الرحمن بن عبد العليّ السكريّ، وعدّة من الأعيان... منهم محمد بن محمود بن محمد الشهاب الطوسي أبو الفتح، الفقيه الشافعي الذي كان إماما مُفتيا علامة مشهور ، وكان جامعاً للفنون، معظماً للعلم وأهله ، غير محتفل بأبناء الدّنيا (42) . والشيخ شهاب الدين الطوسي أحد مشايخ الشافعية بديار مصر، وهو من أصحاب محمد بن يحيى تلميذ الغزالي، كان له قدر ومنزلة عند ملوك مصر، يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر (43) .

وعماد الدين عبد الرحمن بن عفيف الدين أبي محمد عبد العلي بن علي السكري الذي تفقه على الفقيه شهاب الدين الطوسي، وعلى الفقيه أبي المنصور ظافر بن الحسين ، وسمع الحديث وحدث به ، وولي القضاء وكان هيوباً (43) .

والخطيب الكبير عماد الدين ابن قاضي القضاة عماد الدين بن السكري ، الذي كان فيه وجاهة وصدراه، وكان مشهوراً بين رؤساء الديار المصرية، وعنده عقل وافر وديانة (44) .

هذا ولم تقتصر جهود تقي الدين في مجال الوقف التعليمي عند هاتين المدرستين وإنما أوقف مدارس أخرى ، يقول ابن خلكان : وله في أبواب البر كل حسنة ..وكانت الفيُّوم وبلادها إقطاعه ، وله بها مدرستان : شافعيَّة ومالكيَّة وعليهما وقفٌ جيِّد ، وبنى بمدينة الرّها مدرسة لمَّا كان صاحب البلاد الشرقيَّة ، وكان كثير الإحسان إلى العلماء وأرباب الخير (45) .

والملك سيف الدين العادل أخو صلاح الدين الذي بنى المدرسة العادلية الكبرى بجوار الربع العادلي من مدينة مصر (46) وقد أوقفها على المذهب الشافعي ، وممن درس بها قاضي القضاة تقيّ الدين أبو عليّ الحسين بن شرف الدين أبي الفضل عبد الرحيم (47) ..

والأمير قطب الدين خسرو أحد أمراء السلطان صلاح الدين الذي أوقف المدرسة القطبية بالقاهرة وأوقفها على فقهاء الشافعية (48) ..

والصالح نجم الدين أيوب الذي أنشأ المدرسة الصالحية بين القصرين من القاهرة، ورتب فيها دروساً أربعة للفقهاء المنتمين إلى المذاهب الأربعة ، وهو أول من عمل بديار مصر دروساً أربعة في مكان واحد (49) ..

والأفضل نور الدين علي بن الملك الناصر صلاح الدين الذي أوقف المدرسة الأفضلية ، وكان محبا للعلم والعلماء يحترمهم ، وله علم وأدب كما قال الصفدي (50) وقد كان حريصا على سماع الحديث الشريف ، إذ سمع بالإسكندرية من الإمام أبي الطاهر إسماعيل بن مكي بن عوف الزهري، وبمصر من العلامة أبي محمد عبد الله بن بري النحوي، وأجاز له أبو الحسين أحمد بن حمزة بن علي السلمي، وأبو عبد الله محمد بن علي بن صدقة الحراني، وغيرهما من الشاميين، وأجاز له أبو القاسم هبة الله بن علي بن مسعود وأبو عبد الله بن أحمد بن حامد وغيرهما (51) .وأوقف أوقفا جليلة على قبَّة الصخرة وغيرها...

وناصر الدين محمد ابن الملك العادل أبي بكر بن أيوب الذي أنشأ المدرسة الكاملية التي كانت تعرف بدار الحديث الكاملية ، ووقفها على المشتغلين بالحديث النبويّ ، وهي ثاني دار عُملت للحديث ، ووقف عليها الربع الذي بجوارها على باب الخرنشف (52) وأوّل من ولي التدريس بها الحافظ أبو الخطاب عمر بن الحسن بن عليّ بن دحية، ثم أخوه أبوعمرو عثمان بن الحسن بن عليّ بن دحية، ثم الحافظ عبد العظيم المندريّ (53) ..

وأسد الدين أكز حاجب نور الدين محمود الذي شيد المدرسة الشبلية وأوقفها على الشافعية (54) ..

والملك الأشرف مظفر الدين موسى بن العادل الذي أوقف دار الحديث الإشرفية ، وجعل شيخها الشيخ تقي الدين بن الصلاح الإمام العلامة مفتي الإسلام أبو عمرو عثمان ابن الشيخ الإمام البارع الفقيه المفتي صلاح الدين أبي القاسم عبد الرحمن بن عثمان (55) .
يتبع

استشهاد الشيخ المجاهد خالد الجميلي

$
0
0
ط§ط¶ط؛ط· ط¹ظ„ظ‰ ط§ظ„طµظˆط±ط© ظ„ط±ط¤ظٹطھظ‡ط§ ط¨ط§ظ„ط­ط¬ظ… ط§ظ„ط·ط¨ظٹط¹ظٹ

ط§ط¶ط؛ط· ط¹ظ„ظ‰ ط§ظ„طµظˆط±ط© ظ„ط±ط¤ظٹطھظ‡ط§ ط¨ط§ظ„ط­ط¬ظ… ط§ظ„ط·ط¨ظٹط¹ظٹ



استشهاد الشيخ المجاهد البطل خالد الجميلي
في سلسال اغيال الخطباء والعلماء الاجلاء


رغم اننا كمسلمون نفرح باستشهاد من اراد الشهادة وسعى لها بنفسه من خلال جرأته وشجاعته بجهاده وقول كلمة الحق بوجه الظالمين الا اننا نجد انفسنا وبمزيدا من الحزن والاسى نورد خبر استشهاد الشيخ المجاهد البطل الهمام خالد حمود محل الجميلي احد ابرز اعلام مشايخ وخطباء العراق بهذه الحقبة المظلمة والذي تشرف بموقفه النبيل الرافض للاحتلال والداعي لمقارعته ومقاومته بكل السبل المتاحة فكان بذلك ركنا من بين اركان مقاومة الاحتلال في العراق وفي الفلوجة الباسلة التي تربعت بفخر في تاريخ العراق لكن المؤلم انه انما قضى برصاص القتلة المجرمين ومن يقف وراءهم من الحاقدين على كل وطني شريف غيور قد شرفه الله بما لم يقدروا عليه بينما تلوثوا بسوءة عار خيانة الشعب والبلاد فإّنا لله وانا له لراجعون.
Viewing all 2178 articles
Browse latest View live